وخالفهم وكيع في "الزهد" (٢٣)، وعنه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٠٤، وأحمد في "الزهد" أيضًا (٩٩٧)، فرواه عن المسعودي - وقرن به مسعر بن كدام - عن محمد بن عبد الرحمن به موقوفًا على أبي هريرة. والذي يغلب على ظننا أنَّ وكيعًا حمل رواية المسعودي المرفوعة على رواية مسعر الموقوفة، فإنَّ رواية مسعر موقوفة، كما رواها جمع عنه، فقد رواها عن مسعر وكيع كما ذكرنا، ومحمدُ بن بشر عند ابن أبي شيبة ١٣/ ٣٥١، وجعفر بن عون عند النسائي (٤٣٠٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٨٠)، ثلاثتهم عن مسعر بن كدام عن محمد بن عبد الرحمن به موقوفًا على أبي هريرة. وهذا لا يضرُّ، فمثله لا يقال بالرأي ولا عن اجتهاد. وخالف الثلاثةَ سفيانُ بن عيينة، فرواه عن مسعر مرفوعًا عند الحميدي (١١٢٢)، وابن حبان (٤٦٠٧). ورواية سفيان هذه أخرجها ابن ماجه (٢٧٧٤) لكن سقط منها مسعر بن كدام! ونظن الوهمَ فيها من شيخ ابن ماجه يعقوب بن حميد بن كاسب فهو ليِّن الحديث. وتابع سفيانَ بن عيينة عن مسعر في رفعه عبدُ الله بن داود الخُريبي عند قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (٨٥٦)، لكن في الطريق إليه مسلم بن عيسى الصفار، وهو متروك لا يفرح به. وسلف شطره الأول من طريق آخر عن أبي هريرة برقم (٢٤٦١) و (٢٤٦٢)، وكذلك شطره الثاني سلف برقم (٢٤٢٥) و (٢٤٢٦).