(٢) إسناده صحيح، الجعيد - ويقال: الجعد - بن عبد الرحمن: هو ابن أوس الكندي، سمع هذا الحديث من السائب مباشرة، ومرة بواسطة يزيد بن خصيفة. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢١/ ٤٢٦: فعلى هذا فإدخال يزيد بن خصيفة بينهما إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون الجعيد سمعه من السائب، وثَبَّتَه فيه يزيد، ثم ظهر لي السبب في ذلك، وهو أنَّ رواية الجعيد المذكورة عن السائب مختصرة، فكأنه سمع الحديث تامًّا من يزيد عن السائب، فحدَّث بما سمعه من السائب عنه من غير ذكر يزيد، وحدث أيضًا بالتامِّ، فذكر الواسطة. وأخرجه أحمد ٢٤/ (١٥٧١٩)، والبخاري (٦٧٧٩)، والنسائي (٥٢٦١) من طرق عن مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (٥٢٥٩) من طريق حاتم بن إسماعيل، و (٥٢٦٠) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن الجعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعت السائب، فذكره. ليس فيه يزيد بن خصيفة، وصرح الجعيد فيه بالسماع من السائب، وكان الجعيد قد لقي السائب، فقد روى البخاري (٣٥٤٠) أنَّ الجعيد قال: رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جَلْدًا معتدلًا.