للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقيل لقتادة: وما يُكرَه من البول في الجُحْر؟ فقال: إنها مساكن الجنِّ (١).

سمعت أبا زكريا العَنبَري يحيى بن محمد يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خُزَيمة يقول: نُهِيَ عن البول في الأَجْحرة لخبر عبد الله بن سَرجِس أنَّ النبيّ قال: "لا يَبولَنَّ أحدكم في الجُحْر"، وقال قتادة: إنها مساكنُ الجنِّ، ولستُ أبُتُّ القولَ: إنها مسكن الجنِّ، لأنَّ هذا من قول قتادة.

هذا حديث على شرط الشيخين، فقد احتجَّا بجميع رُواتِه، ولعلَّ متوهِّمًا يتوهَّم أنَّ قتادة لم يذكر سماعه من عبد الله بن سَرجِس، وليس هذا بمُستبدَع، فقد سمع قتادةُ من جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصمً بن سليمان الأحوَل، وقد احتَجَّ مسلمٌ بحديث عاصم عن عبد الله بن سَرجِس، وهو من ساكني البصرة، والله أعلم.

٦٨٠ - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي.

وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالوَيهِ، حدّثنا محمد بن غالب؛ قالا: حدّثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شُعْبة، عن قَتَادة، عن النَّضْر بن أنس، عن زيد بن أرقمَ، أنَّ رسول الله قال: "إنَّ هذه الحُشوشَ مُحتضَرَة، فإذا أحدُكم دخل الغائطَ فليقل: أعوذُ بالله من الرِّجْسِ النِّجْس الشيطانِ الرَّجِيم" (٢).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد ٣٤/ (٢٠٧٧٥) عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا بقصة النهي عن البول في الجحر فقط وقول قتادة: أبو داود (٢٩)، والنسائي (٣٠) من طريقين عن معاذ بن هشام، به.
أوكُوا: من أوكيتَ الإناءَ؛ إذا شددتَ رأسه بالحبل.
وخمِّروا: من التخمير، بمعنى التغطية.
(٢) إسناده صحيح، إلّا أنه شاذٌّ بهذا اللفظ.
فقد أخرجه أبو داود (٦) عن عمرو بن مرزوق، بهذا الإسناد - ولفظه: "فليقل: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث"، وهو المحفوظ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>