للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا وكيع، حدثنا القاسم بن الفَضل، حدثنا أبو نَضرة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: بَيْنا راعٍ يرعى بالحَرَّة إِذ عَدَا الذئبُ على شاةٍ من الشِّياه، فحالَ (١) الراعي بين الذئب وبين الشاة، فأَقعَى الذئبُ على ذنبه فقال: يا عبد الله، تحول بيني وبينَ رزق ساقه الله إليَّ! فقال الرجل: يا عَجَباه، ذئبٌ يكلِّمُني بكلام الإنسان! فقال الذئب: ألا أخبرُك بأعجب مني؟ رسولُ الله بين الحَرَّتَين (٢) يخبر الناس بأنباء ما قد سَبَقَ، فزَوَى الراعي شياهه إلى زاويةٍ من زوايا المدينة، ثم أتى النبي فأخبره، فخرج رسول الله إلى الناس، فقال رسول الله : "صَدَقَ والذي نفسي بيده" (٣).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٨٦٥١ - أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة حَرَسَها الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عَبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عُقبة بن أَوْس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: تقتتل فئتانِ على دَعْوى جاهلية عند خروج أميرٍ أو قبيلةٍ، فتظهر الطائفةُ التي تَظهَرُ وهي ذليلة، فيَرغَبُ فيها مَن يليها من عدوِّها، فتتقحَّمُ في النار (٤).


(١) في النسخ الخطية: فجاء، والمثبت من "تلخيص الذهبي"، وهو أوجه.
(٢) تحرَّف في النسخ الخطية إلي: الحرمين، والتصويب من "التلخيص". والحَرَّة: أرض ذات حجارة سُود كأنها أُحرقت بالنار، والمراد هنا بما بين الحرتين: المدينة، وهي مشهورة بحرارها، وأشهرها حرَّة واقم وحرَّة وَبَرة، وهما المقصودتان هنا.
(٣) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه عند الحديث المتقدِّم برقم (٨٦٤٨).
قوله: "فأقعى الذئب" أي: جلس على أليتيه وذنبه ونصب يديه.
(٤) إسناده صحيح. أيوب: هو السَّختياني، وابن سيرين: هو محمد.
وهو في "جامع معمر" برواية عبد الرزاق برقم (٢٠٧٦٦).
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (١٢٧٤)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٤٩١) من طريقين عن أيوب، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>