للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خمسٍ من الغيب، لا يعلمُهنَّ إِلَّا الله " وأشار بيده فقلت: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: "عِلمُ المَنِيَّةِ، قد عَلِمَ متى مَنيَّةُ أحدِكم ولا تعلمونه، وعِلمُ يوم الغَيْث، يُشرف عليكم آزِلينَ (١) مُشفقين، فظلَّ يَضحَك وقد عَلِمَ أَنَّ غِيَرَكم (٢) قريب" قال لَقِيط: فقلت: يا رسول الله، لن نَعدَمَ من ربٍّ يضحك خيرًا "وعِلمُ ما في غدٍ، قد عَلِمَ ما أنت طاعمٌ في غدٍ ولا تَعلمُه، وعِلمُ يومِ الساعة قال: وأَحسَبُه ذكرَ ما في الأرحام.

قال: فقلنا: يا رسول الله، علِّمْنا ممّا يَعلمُ الناسُ، وما نَعلمُ، فإنا من قَبيلٍ لا يُصدقون تصديقنا أحدٌ من مَدْحِجَ التي تَدْنُو إلينا، وخَثعَمَ التي تُوالِينا (٣)، وعَشيرتِنا (٤) التي نحن منها، قال: "تَلبَثون ما لَبِثْتُم، ثم يُتوفَّى نبيُّكم، ثم تَلبَثون ما لَبِثتم، ثم تُبعَثُ الصَّيحةُ، فَلَعَمْرُ الهِكَ ما تَدَعُ على ظهر الأرض شيئًا إلَّا مات، والملائكةُ الذين مع ربِّك، فخَلَتِ الأرضُ، فأرسل ربُّك السماءَ بهَضْبٍ (٥) من تحت العرش، فلَعَمرُ إِلهِكَ ما تَدَعُ على ظهرها من مَصرَعِ قتيلٍ، ولا مَدفَنِ مِيتٍ، إِلَّا شَقَّت القبرَ عنه، حتى يَخلُقَه من قِبَلِ رأسه، فيستوي جالسًا، يقول ربُّكَ: مَهْيَمُ (٦)؟ فيقول: يا ربِّ، أمسِ، لعَهدِه بالحياة يَحسَبُه حديثًا بأهله".

فقلت: يا رسول الله، كيف يَجمعُنا بعدما تُمزِّقنا الرِّياحُ والبِلَى والسِّباع؟! قال:


= أي: عرف أني جئته متكشّفًا عن أمره طالبًا لرديء كلامه، لأعرف به حقيقة أمره.
(١) أي: صائرين إلى الضِّيق والشِّدة.
(٢) الغِيَر: تغيُّر الحال.
(٣) قوله: "وخثعم التي توالينا" سقط من (ز) و (ب).
(٤) تحرَّف في نسخنا الخطية إلى وعشيرتها، والمثبت من "تلخيص المستدرك" للذهبي، وهو الصواب، فإنَّ عشيرة لَقيط التي هو منها من بني عامر بن صعصعة من مُضَر كما سبق، وأما خثعم فإنهم من كَهلان بن سبأ، وهؤلاء من قحطان، ولا تداخل بينهم في النسب.
(٥) الهَضْب: المطر.
(٦) أي: ما أمرُك وما شأنُك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>