للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن يمينه، وكان رجل قد شَهِدَ التكبيرةَ الأُولى من الصلاة، فصلَّى نبيُّ الله ثم سلَّم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياضَ خدِّه، ثم انفَتَلَ كانفتال أبي رِمْثة -يعني نفسَه- فقام الرجلُ الذي أدرَكَ معه التكبيرةَ الأُولى من الصلاة يَشفَعُ، فوَثَبَ إليه عمرُ فأخذ بمَنكِبِه فهزَّه، ثم قال: اجلِسْ، فإنه لم يَهلِكْ أهلُ الكتاب إلَّا أنه لم يكن بين صَلَواتهم فَصْلٌ، فرفع النبيُّ بصرَه فقال: "أصاب اللهُ بك يا ابنَ الخطَّابِ" (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

١٠١٠ - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام الضَّرير، حدثنا الجرَّاح بن مَخلَد، حدثنا أبو قُتيبة، حدثنا سفيان الثَّوْري، عن عاصم الأحوَل، عن عِكْرمة، عن ابن عباس، أنَّ النبي قال: "لا صلاةَ لمن لم يُمِسَّ أنفَه الأرضَ" (٢).


(١) أصل الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خليفة، وقد خولف كما سيأتي، وقال الذهبي في "تلخيصه": المنهال ضعَّفه ابن معين، وأشعث فيه لين، والحديث منكر.
وأخرجه أبو داود (١٠٠٧) عن عبد الوهاب بن نجدة، بهذا الإسناد.
وخالف عبدُ الله بن سعيد بن أبي هند عند عبد الرزاق (٣٩٧٣)، وشعبةُ بن الحجاج عند أحمد ٣٨/ (٢٣١٢١) وأبي يعلى (٧١٦٦)، كلاهما عن الأزرق بن قيس، عن عبد الله بن رباح، عن رجل من أصحاب النبي : أنَّ رسول الله صلَّى العصر، فقام رجل يصلِّي، فرآه عمر فقال له: اجلس فإنما هلك أهلُ الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصلٌ، فقال رسول الله : "أحسَنَ ابنُ الخطَّاب". وهذا إسناد صحيح.
(٢) روي هذا الحديث موصولًا ومرسلًا، والصواب إرساله كما قال الترمذي وغيره، وأبو قتيبة -وهو سَلْم بن قتيبة- مع ثقته له أوهام، قال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس كثير الوهم. قلنا: وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه كما في الرواية التالية عند المصنف، فكأنَّ الوهم منه.
وأخرجه الدارقطني (١٣١٨) و (١٣١٩)، ومن طريقه البيهقي ٢/ ١٠٤ عن أبي بكر عبد الله ابن سليمان بن الأشعث، عن الجراح بن مخلد، عن أبي قتيبة، عن شعبة وسفيان، عن عاصم الأحول، به -موصولًا مرفوعًا. قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: لم يُسنده عن سفيان وشعبة إلّا أبو قتيبة، والصواب عن عاصم مرسلًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>