علَّمتَه، ويُثبِّت ما تعلَّمتَه في صدرك؟ "، قال: أجل يا رسول الله فعلِّمْني.
قال: "إذا كانت ليلةُ الجمعة فإن استطعتَ أن تقوم في ثُلُث الليل الآخِر، فإنها ساعةٌ مشهودة، والدعاءُ فيها مستجاب، وهي قولُ أخي يعقوب لبنيه: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] حتى تأتي ليلةُ الجمعة، فإن لم تستطع فقُم في وَسَطِها، فإن لم تستطع فقُم في أولها فصلِّ أربعَ ركعات، تقرأُ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة ﴿يس﴾، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ السَّجدة، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و ﴿حم﴾ الدُّخَان، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و ﴿تَبَارَكَ﴾ المفصَّل، فإذا فرغتَ من التشهد فاحمَدِ الله، وأحسِن الثناءَ على الله، وصلِّ عليَّ وعلى سائر النبيِّين، وأحسِنْ، واستغفِرْ لإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم استغفِر للمؤمنين والمؤمنات، ثم قل آخرَ ذلك: اللهمَّ ارحَمْني بترك المعاصي أبدًا ما أبقَيتَني، وارحمني أن أتكلَّف ما لا يَعنِيني، وارزُقني حُسْنَ النظر فيما يُرضِيك عنِّي، اللهم بَديعَ السماوات والأرض، ذا الجلالِ والإكرام، والعِزَّةِ التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمنُ بجَلالِك ونورِ وجهك أن تُلزِمَ قلبي حفظَ كتابك كما علَّمتَني، وارزقني أن أتلُوَه على النحو الذي يُرضيك عنِّي، اللهم بَديعَ السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعِزَّةِ التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمنُ بجَلالِك ونورِ وجهك أن تُنوِّر بكتابك بَصَري، وأن تُطلِقَ به لساني، وأن تُفرِّجَ به عن قلبي، وأن تَشرَحَ به صَدْري، وأن تُشغِلَ به بَدَني، فإنه لا يُعينُني على الحق غيرُك، ولا يؤتيه إلّا أنت، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله العليِّ العظيم.
أبا الحسن تفعلُ ذلك ثلاثَ جُمَع أو خمسًا أو سبعًا، تُجابُ بإذن الله، فوالذي بَعثَني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قطُّ".
قال عبد الله بن عباس: فوالله ما لبث عليٌّ إلّا خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله ﷺ في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، إني كنتُ فيما خلا لا أتعلمُ أربعَ آياتٍ أو