الحركة السياسية في القطر الجزائري، من أصبع خارجي كيفما كان أمره ومهما كان مصدره، ولقد قامت لديهم الأدلة والبراهين على ذلك. وتالله لو أنهم وجدوا برهانا ولو ضعيفا على خلاف ذلك، ولو وجدوا حجة ولو واهية على وجود أي شيء من هذا القبيل، لكانوا قد بطشوا بنا قبل اليوم بطشا، ولكانوا قد محقوا هيأتنا من عالم الوجود، بعد محق أشخاصنا.
لكن ولاة الأمور قد علموا جلية الأمر، وتميز لهم خبيث القول من الطيب، وتأكدوا أن ليس في حركتنا الدينية ولا في الحركة السياسة من يد خارجية. وإننا لنتحداهم تحدي القوي المؤمن بحقه أن يأتونا- حكومة وأفرادا- بما يثبت للناس خلاف هذا. ونكون عندئذ محجوجين ويكون لهم الحق في كل ما يفعلون.
فان لم يفعلوا، ولن يفعلوا، فمثل هذه الأقوال التي لا قيمة لها، والتي لا يقصد بها إلا حشر أسماء مفزعة في ميدان البحث قصد التهويل والتهويش، ليست لها من قيمة أي قيمة، وإنها لتزيد الذي يأتي بها في حديثه سخفا على سخافته، وضعفا على ضعفه.
وقالت الطان: أننا نريد حرية التعليم دون مراقبة. لقد غلطت الطان وغلط الموعزون لها غلطا فاحشا. فنحن نطلب حرية التعليم العربي حقا، إنما نحن نقبل كل مراقبة، فأعمالنا العلمية والتهذيبية تقع علنا في وضح النهار وليس ما نخشاه ولا ما نكتمه. ولو تفضلت الطان وهيأتها الظاهرة والخفية بتعيين مراقب من قبلها للتعليم العربي الحر، لرحبنا به ولحبذنا تعيينه، ولأعقدنا أنه سيكون مقنعا لجريدته بفساد النظرية التي تدافغ عنها اليوم.
أما ما أشارت إليه الطان من أمر ابتياع الديار فإنهأ تقصد به الدار التي ابتاعتها جمعية التربية والتعليم، والتي قامت بفضل جهود