الأمة وتضحياتها المثمرة. فتالله لو أن كاتب الطان شاهد الأمة وهي تجود بما لديها من مال قليل، وشاهد تلك الدار وما تحتويه، لخجل من نفسه ولندم على قوله ولكفانا مؤونة الرد عليه ... أسست فرنسا في بلادنا وأسست جمعياتها ميات الآلاف من المعاهد والديار التي من هذا القبيل. فقال قائلهم إن الفرنسيين لم يعملوا شيئا مذكورا في هذا الميدان، وطالبوا بالمزيد. ولم يتجاوز ما أسسه الجزائريون أربعة أو خمسة من هذه الديار، فأصبحت هذه الديار متهمة وأصبحت خطرا على المجتمع ونفوذ فرنسا، تؤكد للطان أننا نربد أن نخرج من هذه المعاهد ناشئة مهذبة تعمل جهدها لكي تكون بعيدة عن مثل هذا التعصب الممقوت.
ومن أعجب العجب استشهاد الطان الرصينة- عادة- على صحة أقوالها بالدعوة التي انتشرت في البلاد الجزائرية لإقامة الصلوات العامة أو حفلات الذكرى للأمير خالد رحمه الله.
فتا الله إن هذا لمؤلم، ومؤلم جد الألم.
إذا سلمنا لصحيفة الطان المرتبطة برجال الدين، أن تستهجن مسلكنا الديني، وإذا سمحنا لكتاب الطان الذين أشبعوا روح الحرية أن يقاوموا مطالبنا في الحرية، وإذا سمحنا للذين يدعون الموت في سبيل تحرير الشعوب أن يقاوموا أحراز هذا الشعب أي حق من حقوقه الضئيلة، إذا سمحنا مكرهين بكل هذا، فكيف نسمح لجريدة أمة أقامت في مختلف بلادها فوق الألف تمثل لتخليد ذكرى عظمائها في ميادين الحرب والسياسة والعلم والفن، أن تقاوم أمتنا عندما رأت أن تقيم- لا التماثيل- إنما صلوات عامة وابتتهال لله أن يتقبل خالد برحمته ورضوانه؟