حتى أداهم الأمر إلى أن يقلدوهم في الأمور التي يودون هم أن يخلصوا منها.
وأما ما يتعلق بخزائن الكتب في الآستانة فقد خطر في بالي خاطر يرتفع به محذور الامتعاض في جمعها وذلك بأن تبقى كل مكتبة في موضعها لينتفع بها المجاورون لها غير أنه ليؤخذ منها الكتب النادرة وهي في الغالب لا تلزمهم ولا يهمهم أمرها وتوضع في موضع معد لها يكون في وسط البلدة. ومن اطلع على دفاتر مكاتبها وجد إمكان إجراء ذلك بدون اعتراض يعقل. ولما عملت برنامجا لكتبها النادرة رأيت أن بعض المكاتب قد يوجد فيها نسخ متعددة من كتاب نادر فلو أخذ أحد النسخ المكررة لم يكن في ذلك ما يقال. وقد كنت ذاكرت بهذا الأمر بعض أعضاء الجمعية فاستحسنه جدا وذكر لي أنه سيسعى في إبرازه من القول إلى الفعل. ثم عرضت شواغل عاقت عن ذلك.
وأما مصر فقد دخلت في الدور المجهول وسيكون إما لها وإما عليها. وهذا الدور لابد منه لكل أمة تريد النهوض بعد العثرة فإن ساعدها الزمان والمكان والا مكان نالت مناها والا كان لها تعلل بسوء البخت بعد التشبث بالأسباب الظاهرة جعل الله سبحانه العاقبة خيرا".
وكتب ناصحا وواضعا خطة للإصلاح بتاريخ ١ جمادى الأول ١٣٣٧:
"ومما يهم الأمر فيه إصلاح العادات فإن في الشرق كثيراً من العادات التي ينبغي إبطالها كما أن فيه كثيرا من العادات التي ينبغي المحافظة عليها غير أنه لا نبغي أن يستعمل التنكيت في ذلك بل يستعمل مجرد البيان الدال على حسن الشيء أو قبحه.
ولا يتيسر الإقدام على هذا الأمر إلا لمن لا يهمه أمر المدح والذم العاجلين بل يهمه حسن الأثر.
ومن العادات الرديئة جدا أن الكاتب قد يمكنه أن يكتب في