إخواننا الذين أعطوا هنا عهدا أن لا يغشوا الأمة قد صاروا يراجعون بعض مراجعة غير أن التأثير في المطابع كان أكثر.
وأما أمر التصحيح فلم يهتد المصلحون إلى طريقة في إصلاحه. بحيث أن بعض الناس طلب إلينا أن نبحث له عن مصحح لكتاب المحكم لابن سيده وهو أكبر من لسان العرب ليشرع في طبعه فبعد بحث كثير تبين أنه لا يقوم بتصحيحه إلا فلان وهو أحد إخواننا الذين لا يساعدهم- نظرهم في أملاكهم الجمة على التفرغ لمثل هذا الأمر. فأرجيء الآن طبع الكتاب لهذا الأمر. فانظر إلى الحال التي وصلت إليه مصر. فما قولك في غيرها إلا أن الذي يسر في مصر انتباهها لنقصها بخلاف الأقطار الأخرى والانتباه للنقصهو نوع من الكمال. أرانا الله سبحانه الكمال على حقيقته بمنه عليكم بالرياضة الجسمانية والرياضة الروحانية. ويدخل في الرياضة الروحانية التباعد عن سماع الأخبار التي أولع بها المرجفون. فإنه لا قيمة للزمان عندهم وهو عند الحكيم أغلى من الجوهر.
"١٧ رمضان سنة ١٣٢٦"
وكتب من رسالة:
"قد سرني في مصر في هذه المدة أن العقلاء بدأوا يجتمعون في الفكر والتعاون على صفة يقتضيها الموقع وهو عدم التظاهر من أول الأمر كما يفعله طالبو الشهرة وهذا أمر لا يشعر به إلا من اطمأنوا إليه. وقد كانوا قبل ذلك يقول كل واحد منهم نفسي نفسي. وإذا استنجده أحد لأمر نافع قال ولو بلسان الحال "عليك بخويصة نفسك".
قد اجتمعت في هذا النهار بعالم أورباوي قد حل الخط الثمودي الموجود في مدائن صالح وأخبرني أن كتابه قد تم طبعا وهو الآن يسعى لجمع لغة أهل نجد فإنه وجد أن أكثر الكلمات العربية لم تزل