للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه من وجه آخر عن عروة عن عائشة قالت: ناحت الجنّ على عمر قبل أن يقتل، فذكرت هذه الأبيات.

وقال ابن الكلبيّ: كان الشمّاخ أوصف الناس للحمر وللقوس. وقال أبو الفرج في الأغاني: كان للشّماخ أخوان شقيقان جزء بن ضرار، ومزرّد بن ضرار، واسمه يزيد، وإنما لقب مزردا لقوله:

فقلت تزرّدها عبيد فإنّني ... لزرد القوافي في السّنين مزرّد «١»

[الطويل]

٣٩٣٨- شمّاس بن عثمان:

بن الشّريد «٢» بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.

قال الزّبير بن بكّار: كان من أحسن الناس وجها. وقال ابن أبي حاتم: من المهاجرين الأوّلين.

وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا، واتفقوا على أنه استشهد بأحد. وشذّ أبو عبيد فقال: إنه استشهد ببدر. وقال حسّان يرثيه ويعزي فيه أخته:

أبقي حياءك في ستر وفي كرم ... فإنّما كان شمّاس من النّاس

قد ذاق حمزة سيف اللَّه فاصطبري ... كأسا رواء ككأس المرء شمّاس «٣»

[البسيط] وأنشدها الزّبير لحسّان من طريق يعقوب بن محمد الزّهري، ثم أنشدها لزوج أخته أبي سنان بن حريث، ومن طريق الضّحاك بن عثمان. فاللَّه أعلم.

قال الزّبير: وكان عثمان هذا يقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بنفسه يوم أحد، فقال: ما شبهته يومئذ إلا بالجنّة- يعني بضم الجيم، وزاد في رواية: ما أوتي من ناحية إلا وقاني بنفسه.

وهذا مما يؤيّد أنه قتل بأحد.

وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي سبب تسميته شماسا، وأن اسمه كان اسم أبيه عثمان.


(١) ينظر البيت في الاشتقاق: ١٧٤، والشعراء (٢٤٧) باختلاف يسير.
(٢) الجرح والتعديل ٤/ ١٦٧٠، تنقيح المقال ٥٦٠٧ أسد الغابة (٢٤٤٩) الاستيعاب ت ١٢٠٨.
(٣) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (١٢٠٨) . وفي ديوان حسان بن ثابت ص ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>