عبد الرحمن بن جابر، فذكر نحو رواية حماد بن مالك، وفيه كلام مكحول، وزاد: وذكر ابن جابر عن أبي سلام أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث: إنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فذكر بعضه.
وأما رواية شريك التي أشار إليها الترمذي فأخرجها الهيثم بن كليب في مسندة، وابن خزيمة، والدار الدّارقطنيّ، من طريقه، عن ابن جابر، عن خالد: سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
وروى هذا الحديث يزيد بن يزيد بن جابر، أخو عبد الرحمن، عن خالد، فخالف أخاه. أخرجه من طريق زهير بن محمد، عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة، فزاد فيه رجلا، ولكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره، وهذا منها.
وقال أبو قلابة: عن خالد بن اللّجلاج، عن ابن عباس. أخرجه الترمذي، وأبو يعلى، من طريق هشام الدّستوائي [عن قتادة، عن أبي قلابة.
وقد ذكر أحمد بن حنبل أنّ قتادة أخطأ فيه، وقال أبو زرعة الدمشقيّ] «١» : قلت لأحمد بن جابر: أيحدّث عن خالد؟ فذكره، ويحدث به قتادة عن أبي قلابة؟ فذكره، فقال:
القول ما قال ابن جابر.
ورواه أيوب عن أبي قلابة مرسلا لم يذكر قوله أحدا.
أخرجه التّرمذيّ وأحمد، وكذا أرسله بكر بن عبد اللَّه المزني، عن أبي قلابة. أخرجه الدار الدّارقطنيّ ورواه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، فخالف الجميع، قال: عن أبي أسماء، عن ثوبان، وهي رواية أخطأ فيها سعيد بن بشير. وأشدّ منها خطأ رواية أخرجها أبو بكر النيسابورىّ في الزيادات من طريق يوسف، بن عطية، عن قتادة، عن أنس. وأخرجها الدار الدّارقطنيّ. ويوسف متروك.
ويستفاد من مجموع ما ذكرت قوة رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بإتقانها، ولأنه لم يختلف عليه فيها. وأما رواية أبي سلام فاختلف عليه. وروى حماد بن مالك كما تقدم كرواية عبد الرحمن بن يزيد، وخالفه زيد بن سلام، فرواه عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر، عن معاذ، وقد ذكره مطولا، وفيه قصة. هكذا رواه جهضم بن عبد اللَّه اليماني، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، أخرجه أحمد، وابن خزيمة.