للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزّبير في «النّسب» : كان الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير، وقيل غيره، لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة:

يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إن تصرع اليوم أخاك تصرع [ (١) ]

[الرجز]

وروى ابن جرير، وابن أبي عاصم، والبغويّ- من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من وراء الحجرات: يا محمد، فلم يجبه، فقال: يا محمد، واللَّه إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين.

فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ذلكم اللَّه» [ (٢) ] .

قال ابن مندة: روي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلا، وهو الأصح. وكذا رواه الرّويانيّ من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلا.

وأخرجه أحمد على الوجهين، ووقع في رواية ابن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر.

وفي الصّحيحين من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أبصر الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقبّل الحسن- الحديث، وفيهما من حديث أبي سعيد الخدريّ، قال: بعث عليّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بذهيبة من اليمن، فقسّمها بين أربعة، أحدهم الأقرع بن حابس.

وفي البخاريّ، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم ركب من بني تميم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، أمر الأقرع ... الحديث.

وروى ابن شاهين من طريق المدائنيّ، عن رجاله، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم، فذكر القصة، وفيها: فكلم الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في السبي، وكان بالمدينة قبل قدوم السّبي، فنازعه عيينة بن حصن، وفي ذلك يقول الفرزدق يفخر بعمه الأقرع:

وعند رسول اللَّه قام ابن حابس ... بخطّة إسوار إلى المجد حازم


[ (١) ] ينظر القرطبي ٢/ ٢٢٧.
[ (٢) ] أورده الحسين في اتحاف السادة المتقين ٨/ ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>