وأخرج التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسمع منك أشياء لا أحفظها. قال: «ابسط رداءك» . فبسطته فحدّث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به.
وسنده صحيح، وأصله عند البخاري بلفظ: فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وأخرج التّرمذيّ أيضا عن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأحفظنا لحديثه.
وأخرج ابن سعد، من طريق سالم مولى بني نصر: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع العلاء بن الحضرميّ، فأوصاه بي خيرا، فقال لي: «ما تحبّ؟» قلت:
أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين.
وأخرج البخاريّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم «١» .
وعند أحمد، من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة: وقيل له أكثرت، فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع، أي الجلود.
وفي الصحيح، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: حديث أبي هريرة: «إنّ من اتّبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط ... » الحديث؟ فقال: أكثر علينا أبو هريرة، فسأل عائشة فصدقته، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
وأخرج البغويّ بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأعلمنا بحديثه.
وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث بشيء ما سمعته. قال: يا أمه، طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة، وما كان يشغله عنها شيء، والأخبار في ذلك كثيرة.
وأخرج البيهقيّ في المدخل، من طريق بكر بن عبد اللَّه بن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.
(١) أخرجه الترمذي في السنن ٤/ ٥٧٦ كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب ٦٠ حديث رقم ٢٥١٨ وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح والنسائي في السنن ٨/ ٣٢٨ كتاب الأشربة باب ٥٠ الحث على ترك الشبهات حديث رقم ٥٧١١، وأحمد في المسند ١/ ٢٠٠، ٣/ ١١٢، ١٥٣ وابن حبان في صحيحه حديث رقم ٥١٢، والحاكم في المستدرك ٢/ ١٣، ٤/ ٩٠٩.