ومن خلال هذا العرض لمنهج السيوطى في كتابه هذا وما صنعه فيه يتأكد لطلاب العلم أن هذا الكتاب ثروة علمية عظيمة وخزانة معرفة واسعة عميقة بما اشتمل عليه من مرويات مع التمييز بينها في المصادر ودرجات القبول، وبما تضمنه من مسائل ومرويات تثرى علوم الحديث ومصطلحه وتعين على الدراسة النقدية للمرويات، وبما يحمله كل ذلك من دلالة على أن علماء الإسلام أخلصوا النصح لدين الله وللأمة وأدوا الأمانة التى ائتمنوا عليها، وقدموا للأجيال الحجة التى تدحض افتراء المفترين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد أن وفق وألهم إلى هذا الفضل أجيالا من العلماء المعاملين.
نسأل الله عز وجل أن يدخر ثواب هذا الجهد لمؤلفه ولكل من أسهم في تحقيقه وإعداده وطبعه ونشره.
وأن ينفع قارئه ودارسه ومعلمه والمعرف به، وأن ينفع الجميع بحب محمد الصادق الأمين وبصدق اتباعه في كل وقت وحين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين -.