للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢/ ٢١٨٤ - "عن الشَّعْبِىِّ قَال: كَتَب عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلَى المُغِيرَة بنِ شُعْبَةَ وَهُو عَامِلُهُ عَلَى الكُوفَةِ أَن ادْعُ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الشُّعَرَاءِ فَاسْتَنْشِدْهُم مَا قَالُوا مِنَ الشِّعْرِ فِى الجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ، ثُمَّ اكْتُبْ بِذَلِكَ إِلىَّ، فَدَعَاهُم المُغِيرَةُ فقال لِلَبِيدِ بْنِ رَبيعَةَ: أَنْشِدْنِى مَا قُلْتَ مِنَ الشِّعْرِ فِى الجَاهِلِيَّةِ والإِسْلَامِ، قَالَ: قَد أَبْدَلَنِى اللَّه بِذَلِكَ سُورَةَ البَقَرَةِ وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، وَقَالَ لِلأَغْلَبِ العِجْلِىِّ: أَنْشِدْنِى فَقالَ لنا:

أَرَجزًا تُرِيدُ أَمْ قَصِيدًا ... لَقَدْ سَأَلْتَ هَيِّنًا مَوْجُودًا

فَكَتَب بِذَلِكَ المُغِيَرةُ إلى عُمَرَ، فَكَتَبَ إلِيْهِ عُمَرُ أَنِ انقصِ الأَغْلَبَ خَمْسَمائةٍ مِنْ عَطَائِهِ وَزِدْهَا فِى عَطَاءِ لَبِيدِ بنِ رَبيعَةَ فَرَحَلَ إِلَيهِ الأَغْلَبُ فَقَالَ: انْقَصْتَنِى أَنْ أَطَعْتُكَ؟ فَكَتَب عُمَرُ إِلَى المُغيرةِ أَنْ رُدَّ عَلَى الأَغْلَبِ الخَمْسَمِائةِ التى نَقَصْتَهُ، وأَقْرِرْهَا زِيَادَةً فِى عَطاءِ لَبِيدِ بنِ رَبيِعةَ".

ابن سعد (١).

٢/ ٢١٨٥ - "عَنْ زيدِ بنِ أسلمَ ويعقوبَ بنِ زيدٍ قالا: خَرَج عمرُ بن الخطاب يومَ الجُمُعَةِ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ثُمَّ صَاحَ: يَا سَارِيَة بْنَ زَنِيمٍ الجَبَلَ؛ ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الْغَنَمَ، ثُمَّ خَطَبَ حَتَّى فَرَغَ، فَجَاءَ كِتَابُ سَارية بن زَنيم إلَى عُمَرَ بن الخَطَّابِ أن اللَّه فَتَح عَلَيْنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَاعَةِ كَذَا وَكذَا -لِتلكَ الْسَّاعَةِ الَّتِى يَخْرُجُ فِيهَا عُمَرُ فَتَكَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ- قَالَ سَارِيَةُ: وَسَمِعْتُ صَوْتًا: يَا سَارِية بْنَ زَنيمِ الْجَبَل، ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الغَنَمَ، فَعَلَوْتُ بِأَصْحابِى الْجَبَل وَنَحْنُ قَبلَ ذَلِكَ فِى بَطْنِ وَادٍ، وَنَحْن مُحَاصِرُو العَدُوِّ فَفَتَح اللَّه عَلَيْنَا، فَقِيلَ لِعُمرَ بنِ الخَطَّابِ: مَا ذَلِكَ الْكَلَامُ؟ فَقَالَ: وَاللَّه مَا أَلْقَيْتُ لَهُ بَالًا، شَىْءٌ أَتَى عَلَى لِسَانِى".


(١) هذا الأثر في كنز العمال، في (الشعر المحمود) جـ ٣ ص ٨٥٠ رقم ٨٩٣٥ بلفظه وعزوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>