من حيث تيسير البحث على هؤلاء الذين يسهرون أحيانًا ليالى ذوات العدد، في البحث عن حديث واحد، فلا يهتدون إليه.
وعلى هؤلاء الذين شكوا في حديث فلم يعرفوا درجته، وبحثوا عن درجته فلم يهتدوا إليها.
وعلى هؤلاء الذين أعجبوا بحديث ثم نسوا بعض ألفاظه، ولكنهم يتذكرون الكلمة الأولى منه، ويريدون أن يجددوا عهدهم به، وعلى ....
* * *
والإمام السيوطي لم يلتزم، ولم يعلن، ولم يقل، ولم يشر في هذا الكتاب السامى إلى أنه التزم الصحة أو التزم الحسن، وإنما أعلن أن عمله الذي قام به إنما هو جمع السنة مرتبة أبجديًا، ومرتبة مسانيد.
وهو من أجل ذلك قد برئ من كل نقد، وسلم من كل عتب، وبقى له بعد ذلك الشكر الخالص، والثناء الحميد، والدعاء أن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة إلى أن يلقى ربه سبحانه فيسعد برضوانه.
وخدمة السنة كما تكون بالتزام الصحة - كما في كتب الصحاح - تكون أيضًا بمحاولة حصرها وجمعها على اختلاف مستوى الأسانيد.
وكما أن ملتزم الصحة مشكور مأجور مثاب على عمله، فإن ملتزم الحصر والإحاطة مشكور مأجور مثاب على عمله.
* * *
وهذا العمل الذي قام به الإِمام السيوطي كنا مضطرين إلى القيام به نحن - مجمع البحوث - وذلك أن المؤتمر الثالث للمجمع أوصى بعمل موسوعة حديثية، وما كان يتأتى لنا أن نبدأ في عمل الموسوعة إلا إذا بدأنا بجمع الحديث الشريف وترتيبه أبجديًا، وكنا سنمكث في هذا العمل سنوات مع تكاتف الأيدى والعقول وعكوفها على الجمع