للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والترتيب، ومن الجائز جدًا أنه لو كان الأمر سار على هذا النسق فربما كانت درجة الإتقان فيه أقل من درجة الإتقان في الجامع الكبير.

ومن أجل ذلك نعود فندعو للإمام السيوطي أن ينور الله ضريحه، وأن يغمره برحمته فقد هيأ لنا - بعمله هذا - ثمرة ما كنا نحلم بها في تيسير عمل الموسوعة الحديثية.

ولا يفوتنى أن أقول: إن هذا الذي قدمته كان كله إجابة غير مباشرة على اتجاه يرى أنه كان لا بد من الاختيار في الأحاديث، وهذا اتجاه يرى أصحابه - مخلصين - أنه الأجدى والأنفع والأمثل، ونريد أن نجابه هذا الاتجاه في صراحة وفي وضوح فنقول:

١ - إننا لو حاولنا الاختيار لما تيسر عمل الموسوعة، وليس من شروط الموسوعة أن تكون خالية من الضعيف، بل الأمر بالعكس فإن من شرط الموسوعة أن تكون شاملة للصحيح، والحسن، والضعيف، ما دامت موسوعة.

٢ - ولو التزمنا الاختيار لما تيسر لنا إتمام شيء، وذلك أن العقول والطبائع والفطر متفاوتة مختلفة فما يروق لفلان لا يروق للآخر. ولو ألفنا لجنة للاختيار، وقامت بالاختيار بالفعل، ثم عرضنا عملها على لجنة أخرى لنقصت منه وزادت عليه، ولو عرضنا الأمر على لجنة ثالثة, لأنقصت من العمل الجديد، وزادت عليه وهكذا.

٣ - وأصحاب هذا الاتجاه لا يكتفون بصحة الإسناد، وإنما يريدون أن يحتكم إلى الصحة العقلية، وحينما يحتكم إنسان إلى الصحة العقلية سيجد اضطرابا، ويجد فوضى؛ لأن ما يقره عقل هذا، يرفضه عقل الآخر.

٤ - وإن من يطلب صحة الإسناد سيجدها مبينة في كتابنا هذا المبارك، ومن يطلب الصحة العقلية لا عليه أن يأخذ بما يراه من بين ثنايا هذا السفر المبارك، إن كل إنسان يجد فيه طلبته.

إن الجامع الصغير الآن - في مكتبة كل باحث - مرجع لا يستغنى عنه، يعرف ذلك كل من له صلة بعلم الحديث، وكل من يعالج مسائل الحديث في حياته.

<<  <  ج: ص:  >  >>