للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٠/ ٤ - "الدَّابَّةُ يَكُونُ لَهَا ثَلَاثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ، فَتَخْرُجُ خَرْجَةً فِى أَقْصَى اليَمِينِ حَتَّى يَفْشُوَ ذِكْرُهَا فِى أَهْلِ البَادِيَةِ، وَلَا يَدْخُل ذِكْرُهَا القَرْيَةَ - يَعْنِى مَكَّةَ - ثُمَّ مَكْثَ زَمَانًا طَوِيلًا بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى قَرِيبًا منْ مَكَّةَ فَيَفْشُو ذِكْرُهَا فِى أَهْلِ البَادِيَةِ، وَيَفشُو ذِكْرُهَا بِمَكَّةَ، ثُمَّ تَمْكُثُ زَمَانًا طَوِيلًا، ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ يَوْمًا بِأَعظَمِ المَساجِدِ عَلَى الله حُرمَةً، وَخَيْرِهَا وَأَكْرَمِهَا عَلَى الله المَسْجِدِ الحَرَامِ، لَمْ يَرُعْهُمْ إلَّا وَهِىَ تَرْغُومَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ إلَى بَابِ بَنِى مَخْزُومٍ عَلَى يَمِينِ الخَارِجِ مِن المَسْجِدِ تَنْفُضُ عَنْ رَأسِهَا التُّرَابَ، فَارْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا يثننى (*) وَمَعًا، وَتَثْبُتُ لَهَا عِصَابَةٌ مِن المُؤْمِنِينَ وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعْجِزُوا الله، فَبَدَأَتْ بِهِم، فجليت وجوههم حتى تجعلها كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُّرىُّ، ثُمَّ ولت فِى الأَرْضِ لَا يدْرِكُهَا طَالِبٌ، وَلَا يُعْجِزُهَا هَارِبٌ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَقُومُ يَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلَاةِ فَتَأتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَتَقُولُ: يَا فُلَانُ الآنَ تُصَلّى؟ ! فَيقْبِلُ عَلَيهَا بِوَجْهِه فتسمه فِى وَجْهِهِ ثُمَّ تَذْهَبُ وَيَتَحَاوَر الناسُ فِى دُورِهِمْ فِى أسفارهم، ويَشْتَرِكون فِى الأمْوَالِ، وَيَصْطَحِبُونَ فِى الأَمْصَارِ، وَيُعْرَفُ المُؤْمِنُ مِن الكَافِرِ حَتَّى إنَّ المؤْمِنَ لَيَقُولُ للْكَافِرِ: يَا كَافِرُ اقْضِنِى حَقِّى، وَحَتَّى إنَّ الكَافِرَ لَيَقُولُ يَا مُؤْمِنُ اقْضِنِى حَقِّى".

ط، طب، ك وتعقب، ق في البعث عن أبى الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفارى (١).


(*) هكذا بالأصل، وفى المستدرك (شتى).
(١) في مسند أبى داود الطيالسى، ج ٤ ص ١٤٤ حديث ١٠٦٩ بسنده من طريق أبى داود، عن طلحة بن عمرو، وجرير بن حازم، فأما طلحة، فقال: أخبرنى عبد الله بن عبيد بن عمير الليثى أن أبا الطفيل حدثه عن حذيفة بن أسيد أبو سريحة بلفظه مختصرا، مع تغيير في بعض ألفاظه.
وفى المعجم الكبير للطبرانى، ج ٣ ص ١٩٣ حديث رقم ٣٠٣٥ بلفظ: حدثنا محمد بن زريق بن جامع المصرى، حدثنا محمد بن هشام السدوسى، حدثنا الفضل بن العلاء، حدثنى طلحة بن عمرو، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبى الطفيل، عن أبى سريحة، وساق لفظ الحديث مع تغيير في بعض ألفاظه إلى قوله: المسجد الحرام لم يرعهم إلا ناحية المسجد تربو ما بين الركن والمقام .... إلى قوله: من المسجد فانفض الناس عنها شتى ومعا، وثبت لها عصابة من المسلمين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب فبدت لهم فحلت وجوهم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ... الحديث بلفظه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>