٤٢٠/ ٥٢٤ - "عَنِ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ عَلَىَّ سُورَةً لَمْ يُنزِلْهَا عَلَى أَحَدٍ منَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ قَبْلِى، قَالَ الله تَعالَى: قَسَّمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عِبَادي، فَاتحَةَ الْكِتَابِ جَعَلْتُ نِصْفَهَا لِى وِنِصْفَهَا لَهُمْ، وآيَةً بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ الله تَعالَى: عَبْدِى دَعَانى بِاسْمَيْن رَقِيقَيْن أَحَدُهُمَا أَرَقُّ مِنَ الآخَر، فَالرَّحيمُ أَرَقُّ مِنَ الرَّحْمنِ، وَكِلاهُمَا رَقيقَان، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لله، قَالَ شَكَرَنِى عَبْدِى وَحَمِدَنِى، فَإِذَا قَالَ: رَبِّ الْعَالمَينَ، قَالَ الله: شَهِدَ عَبْدى أَنِّى رَبُّ الْعَالمِينَ - يَعْنِى يَارَبَّ الْعَالمِينَ: الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْمَلائِكَةِ وَالشَّيَاطِينِ، وَسَائرِ الْخَلْقِ، وَرَبّ كُلِّ شَىْءٍ وَخَالِق كُلِّ شَىْءٍ، فَإذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، قَالَ: مَجَّدَنِى عَبْدِى فِإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْم الدِّينِ - يَعْنِى بِيَوْم الدِّين يَوْمَ الْحِسَاب، قَالَ الله: شَهِدَ عَبْدِى أَنَّهُ لا مَالِكَ ليَوْم الْحِسَابِ أَحَدٌ غَيْرى، وَإِذَا قَالَ: مَلِك يَوْم الَّدِينِ فَقَدْ أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى، إِيَّاك نَعْبُدُ - يَعْنِى اللهَ أَعْبُدُ وَأُوَحِّدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ الله: هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى، إِيَّاى يَعْبُدُ، فَهَذِهِ إِلَىَّ وَإيَّاىَ يَسْتَعِينُ، فَهَذِهِ لَهُ، وَلِعَبْدِى بِعَدَدِ مَا سَأَلَ، بِيَدهِ بَقِيَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ، اهْدِنَا: أَرْشِدْنَا، الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - يَعْنِى دينَ الإِسْلامِ لأنَّ كُلَّ دِينٍ غَيْرَ الإِسْلامِ فَلَيْسَ بِمُسْتَقيمٍ، الَّذِى لَيْسَ مِنْهُ التَّوْحِيدُ، صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ - يَعْنِى بِهِ النَّبِييِّنَ وَالْمُؤمِنينَ الَّذينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ بالإِسْلامِ وَالنُّبُوَّةِ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهم، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا غَيْر دِين هَؤُلاء الَّذين غَضبْتَ عَلَيْهِمْ وَهُمُ الْيَهُودُ، وَلا الضَّالِّينَ: وَهُمُ النَّصَارَى، أَضَلَّهُمُ الله بَعْدَ الْهَدَى بِمَعْصِيَتِهِمْ غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ مِنْهُم الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَد الطَّاغُوت - يَعْنى الشَّيَاطينَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ - يَعْنِى: شَرٌّ مَنْزِلًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاء السَّبِيلِ منَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنى أَضَلَّ عَنْ قَصْدِ السَّبِيل الْمَهْدِىَّ مِنَ الْمُسْلمِينَ، فَإِذَا قَالَ الإمَامُ: وَلا الضَّالِّينَ، فَقُولُوا: آمينَ يُحِبَّكُمُ الله، قَالَ: بَلَى يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ نَجَاتُكَ وَنَجَاةُ أُمَّتِكَ وَمَنْ اتَّبعَكَ عَلَى دِينِكَ منَ النَّارِ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute