تبركا ثم سجدا، فأخذ النبى - صلى الله عليه وسلم - رؤوسهما ثم دفقها إلى صاحبهما فقال: استعملُهما وأحسن علفَهما، فقال القوم يا نبى الله: تسجد لك البهائم، فما لله عندنا بك أحسنُ من هذا، أجرتنا من الضلالة، واستنقذتنا من الهلكة، أفلا تأذن لنا بالسجود لك؟ قال: كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات؟ أتسجدون لقبره؟ قالوا يا نبى الله نتبع أمرك، فقال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: إن السجود ليس إلا للحى الذى لا يموت، لو كنت آمرُ أحدًا بالسجود من هذه الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها، قال: ثم رجعنا فجاءت المرأة أمّ الغلام فقالت: يا نبى الله والذى بعثك بالحق ما زال من غلمان الحى، وجاءت بسمن ولبن وجزر، فردّ عليها السمن والجزر، وأمرهم بشرب اللبن). (١) حلية الأولياء ج ٢ ص ١٨ - ١١١ - فرات بن حبان العجلى - بلفظه عن حارثة بن مضرب. المعجم الكبير للطبرانى ج ١٨ ص ٣٢٢ فرات بن حبان - حديث رقم ٨٣١ بلفظ (حدثنا على بن عبد العزير ثنا أبو همام الدلال ثنا سفيان الثورى عن أبى اسحاق عن حارثة عن مضرب بن فرات عن فرات بن حيان وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بقتله، وكان عينا لأبى سفيان وحليفا فمر على حلقه من الأنصار فقال إنى مسلم فقال رجل منهم يا رسول الله يقول إنى مسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن منكم رجالا يظهر إلىَّ إيمانهم منهم الفرات بن حبان".