للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَمَنحْنَاهُمْ أَكتَافَنَا يقتلوننا كَيَفْ شَاءُوا، وَيَأسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، "وايم" الله لَما "ما" لُمْتُ النَّاسَ، فَقَالَ: وَلِمَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، لَا وَالله ما يليق شَيْئًا وَلَا يَقُومُ إِلَى "لها" شَىْء، فَرَفَعْتُ طينَةَ "طنب" الْحُجْرَةِ، فَقُلْت: تلك وَالله الْمَلَائِكةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَلَطَمَ وَجْهِى، وثاورته فَاحْتَملَنِى فَضَرَبَ بِىَ الأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَىَّ، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ "فاحتجزت" وَأَخَذَتْ عَمُودًا مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ فَضَرَبَتْهُ بِه فَفَلَقَتْ في رَأسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: أَىْ عَدُوَّ الله اسْتَضْعَفْتَهُ أَنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ؟ فَقُلْت: ذليل "فقام ذَلَيلًا" فَوَالله مَا عَاشَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى ضَرَبَهُ الله -تَعَالَى- بِالَقَرْسَةِ "بالعرسة" فَقَتَلَتْهُ، فَلَقَدْ تَرَكهُ ابْنَاهُ لَيْلَتَيْن "يومين" أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنَاهُ حَتَّى أَنْتَنَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ "لابنيه: ألا تستحييان أن أباكما قد أنتن في بيته؟ فقالا: إنا نخشى هذه القرحة وكانت قريش يَتَّقُونَ العدسة" كَما يتقى الطَّاعُونُ، فَقَالَ رَجُلٌ: انْطَلِقَا فَأنَا مَعَكُمَا فَاغْسِلُوهُ، إِلَّا قد تَأَلَّمَا عليه من بعيد "فوالله ما غسلاه إلا قذفًا بالماء" مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلوُهُ فَقَذَفُوهُ في أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ".

طب (١).


(١) الحديث في مجمع الزوائد ٦، ٨٨، ٨٩ كتاب (المغازى والسير) غزوة بدر باب: ما جاء في الأسرى.
بلفظ: وعن رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكنت أسلمت وأسلمت أم الفضل، وأسلم العباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهب تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام، وكان عليه دين فقال له اكفنى من هذا الغزو وأترك لك ما عليك، ففعل .. الحديث. قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، وفى إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وما بين الأقواس أثبتناه من المجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>