للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَيْسَ فِىَّ فَارِسٌ؟ فَمَضى حَتَّى إِذَا رَكَدَت الشَّمْسُ واسْتَوتْ في السَّمَاءِ مَرَّ عَلَيْهِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحنُ مَعَهُ، فَوَقَفَ عَلَيْه رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَهَوُ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ منْكبيْهِ، فَقَالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (مه! ! ) نَبى الله - صلى الله عليه وسلم - وَاقِف؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هَذِه يمينى دَعَوْتُ عَلَيْهَا أَنْ تَتْرَبَ فَتَربِتْ، فَقَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ: أَما والَّذىِ نَفْسُ أَبِى الْقَاسِم بِيَدِهِ لَيخَرجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أُمتَى مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرأُون القرآنَ لَا يُجَاوز تَرَاقِيهَم تَحْقِرُونَ أَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِن الدِّين كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّميَّةِ تَذْهَبُ الرمية هَكَذَا وَيَذْهَبُ السَّهْمُ هَكَذَا، خَالَفَ بَيْنَهمَا، فَيَنْظُرُ في النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا مِنْ الْفَرْثِ والدَّمِ، ثُمَ يَنْظُرُ في الْمِرصافِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظُرُ في النضَّىِّ فَلَا يَرَى شَيْئًا -يَعْنِى الْقِدْح- حَتَّى يَنْظرَ في الرِّيِشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَنْظرُ في الفُوق فيتمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لَا؟ يَتركُونَ الصَّلَاة وَرَاءَ ظُهُورِهمْ، وَجَعَلَ يَدَيْهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ يُؤْثِرُ الله -تَعَالَى- بِقَاتِلِهِمْ مَنْ يَلِيهمْ، ثُمَّ قَالَ نَبِىُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِه عَلَى رُكْبَتيه وَيَقُولُ: لَوْ أَنِّى أَدْرَكْتُهُمْ؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَحَاصَتْ بِى نَاقَتِى وَنَبِىُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يضرب بِيَدِه عَلَى رُكْبتَيِه وَيقُولُ: لَو أنِّى أَدْرَكتُهُمْ؟ فَرَجَعْتُ وقَدْ تَرَكْتُ نَبىَّ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَهُمْ، فَقُلْتُ لأَصْحَابِى مِنْ صَحَابَة رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا فَاتَنى مِنْ حديث نبى الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْئٌ في هَؤُلاِءِ الْقَوْمِ فَقالُوا: قَامَ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَقَالَ: يَا نَبِىَّ الله هَلْ في هَؤُلاء القوم علامة؟ قَالَ: يَحْلقُونَ رُؤُسَهُمْ، فِيهِمْ ذُو ثُدِيَّةٍ أَوْ ذو يُديَّةٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَدَّثَنِى عَشَرَةٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّنْ أَرْتَضِى في بَيْتِى هَذَا أَنَّ عَلَيّا قَالَ: الْتمسوا إِلىَّ الْعَلَامَةَ الَّتى قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِنِّى لَمْ أَكْذِبْ وَلَمْ أُكذَّبْ، فَجِئَ بِهِ، فَحَمِد الله -تَعَالَى- عَلى حِينِ عَرَفَ عَلَامَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -".

<<  <  ج: ص:  >  >>