للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ أَطْوَلَكُمْ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ فَرَحًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنَّ أَكْثَرَكُمْ شبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثرُكُمْ جُوعًا فِي الآخِرَةِ، فَوَجَدتُ الْبَيْتَ أَخْلَى لِقَلْبِي، وَأَقدرَ لِي عَلَى مَا تُرِيدُ منِّي، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: هُوَ واللهِ أفقه منا".

كر (١).

٦٥٤/ ٨٥ - "عَنِ الْحَسن البَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ لِعَامِرِ بْن عبد قَيْسٍ مَجَلِسٌ فِي الْمَسْجِد الْجَامِعِ، فكُنَّا نَجَتِمعُ إليَه فَفَقَدْنَاهُ أَيَّامًا فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا أَبا عَبْدِ اللهِ تَرَكْتَ أَصْحَابَكَ وَجَلَسْتَ هَاهُنَا وَحْدَكَ، فَقَالَ: إنَّهُ مَجْلِسٌ كَثِيرُ الأَغَالِيطِ وَالتَّخْلِيطِ، وَإِنِّي لَقيتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرُونِي أَنَّ أَخْلَصَ النَّاسِ إِيمَانًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ مُحَاسَبَةً فِي الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ، وَإنَّ أَشَدَّ النَّاسِ فَرَحًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا، وَإنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ضَحكًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ بُكَاءً فِي الدُّنْيَا، وَأَخْبَرُونِي أنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ- فَرَضَ فَرَائِضَ، وَسَنَّ سُنَنًا، وَحَدَّ حُدُودًا فَمَنْ عَمِلَ بِفَرَائِضِ اللهِ - تَعَالَى- وَسُنَنَهِ وَاجْتَنَبَ حُدَودَهُ أدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ عَمِلَ بِفَرَائِضِ اللهِ - تَعَالَى- وَسُنَنِهِ وَارتَكَبَ حُدُودَهُ، ثُمَّ تَابَ، ثُمَّ ارْتَكَبَ ثُمَّ تَابَ، ثُمَّ اْرَتَكَبَ ثُمَّ تَابَ، ثُمَّ ارْتَكَبَ استقبل أهوال يَوْمِ القِيَامَةِ وزلازلها، وشدَائِدهَا ثُمَّ يُدْخِلُه اللهُ - تَعَالَى- الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَمِلَ بَفَرَائِضِ اللهِ - تَعَالَى- وَسُنَنِهِ


(١) أخرجه تهذيب تاريخ دمشق الكبير ج ٧ ص ١٦٨ حديث " عامر بن عبد الله المعروف بابن عبد قيس" فقد ذكر الحديث بلفظ: وأسند عن زريق المجاشعي قال: كان عامر يأتي الحسن فيجلس إليه، ثم تركه، فجاءه الحسن يومًا هو وأصحابه فدخلوا عليه فقال له الحسن: يا أبا عبد الله! لم تركت مجلسنا، أرابك منا شيء فنعتبك؟ قال: لا، ولكني سمعت أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أطولكم حزنًا في الدنيا، أطولكم فرحًا في الآخرة، وإن أكثركم شبعًا في الدنيا لأكثركم جوعًا في الآخرة فوجدت البيت أخلى لقلبي وأقدر لي على ما أريد مني، فخرج وهو يقول: هو والله أفقه منا.

<<  <  ج: ص:  >  >>