للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِكَ وَبِإِلَهِكَ فَإِذَا مَعْشَرُ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ، وَتَقْضِي شَهَوَاتِكُمْ، [وَحَمِلَاتُ] وَحَامِلَاتُ أَوْلَادِكُمْ وَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالجُمَعِ وَالجَمَاعَاتِ، وَعِيَادَةِ الَمْرضى، وَشُهُودِ الجَنَائِزِ، وَالحَجِّ بَعْدَ الحَجِّ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ منْكُمْ إِذَا خَرَجَ حَاجّا وَمُعْتَمِرًا أَوْ مُرَابِطًا، حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَغَزَلْنَا أَثْوَابَكُمْ، وَرَبَّيْنَا أَوْلَادَكُمْ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ في هَذَا الخَيْرِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَالتَفَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ ثُمَّ قَالَ: هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَن مِنْ مُسَاءَلَتِهَا عَنْ أَمْرِ دِينهَا مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلِمْنَا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذِهِ، فَالتَفَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفِي أَيَّتُهَا المَرَأَةُ وأَعْلِمي مَنْ وَرَاءَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا، وَطَلَبَهَا لِمَرْضَاتِهِ، وَاتِّبَاعَهَا موافقته يَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ فَأَدْبَرَتِ المَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا".

ابن منده، هب، كر، وقال كر: روى ابن منده بين أسماء هذه وبين أسماء بنت يزيد بن السكن: غريب (١).


(١) الحديث في تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ٢/ ٣٣٨ في ترجمة (أخطل بن المؤمل أبي سعيد الجبلي) وذكر الحديث عن أسماء بنت يزيد الأنصارية.
ثم قال: قال ابن منده: رواه أبو حاتم الرازي عن العباس بن الوليد بن يزيد، وفرق ابن منده بين أسماء هذه وبين أسماء بنت يزيد بن السكن، وهو حديث غريب لم نكتبه إلا من حديث العباس، وقد روى حبان بن علي الغنوي عن رشد بن كريب، عن أببه، عن ابن عباس مرفوعًا شيئًا من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>