للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧٢/ ٢ - "ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلبِ قَالَتْ: كُنَّا مَعَ حَسَّان بْنِ ثَابِتِ فِي حِصْنٍ فَارِعٍ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالخَنْدَقِ، فَإِذَا يَهُوديٌّ يَطُوفُ بالْحِصْنِ فَخِفْنَا أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا فَقُلْتُ لِحَسَّان: لَوْ نَزَلْتَ إِلى هَذَا الْيَهُودَيِّ فَإِنِّي أَخَافُ أنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا. فَقَالَ: يَا بِنْت عَبْدِ المُطَّلِبِ! لَقَدْ عَلِمْت مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا، قَالَتْ: فَتَخَزمت ثُمَّ نَزَلْتُ فَأَخَذْتُ عَمُودًا فَقَتلتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِحَسَّانَ اخْرُجْ عليه فَاسْلُبْهُ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي سَلَبِهِ".


= وفي مجمع الزوائد للبيهقي ج ٦ ص ١١٤، ١١٥ باب منه في وقعة أحد، فقد ذكر الحديث عن صفية بلفظ: عن صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم يقال له: فارع، جعل معهن حسان بن ثابت، وكان حسان يطلع على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا شد على المشركين اشتد معه في الحصن، وإذا رجع رجع وراءه قالت: فجاء أناس من اليهود فبقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسان قم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك فيَّ، ولو كان فيّ لكنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضربت صفية رأسه حتى قطعته، قالت: يا حسان! قم إلى رأسه فارم به إليهم وهم أسفل من الحصن، فقال: والله ما ذاك فيّ، قالت: فأخذت برأسه فرميت به عليهم فقالوا: قد والله علمنا أن محمدًا لم يكن يترك أهله خلوفًا ليس معهم أحد وتفرقوا وذهبوا.
قالت: ومر قبل سعد بن معاذ وبه أثر صفرة كأن كان مقرنًا في ذلك وهو يقول:
مهلًا قليلًا تدرك الهيجا حمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
وفي تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر ج ٤ ص ١٤٣ ترجمة حسان بن ثابت بلفظ:
أخرج الحافظ والمحاملي عن صفية بنت عبد المطلب أنها قالت: لما خرج رسول الله إلى أحد خلفني أنا ونساؤه في أطم يقال له: فارع عند المسجد فأدخلنا فيه ومعنا حسان فترخى إلينا رجل من اليهود فأطل علينا في الأطم فقلت لحسان: قم إليه فاقتله فقال: ما ذاك فيَّ، لو كان ذاك فيَّ لكنت مع رسول الله قلت: فاربط السيف على ذراعي فربطه، فقمت إليه حتى قطعت رأسه، فقلت خذ بأذن فارم برأسه إليهم واليهود أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك فيَّ، قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم فقالوا: قد والله علمنا أن محمدًا لم يكن ليترك أهل خلوفًا لا رجل معهم فتفرقوا وذهبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>