والكبير وهو المسمى بجمع الجوامع قصد فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها والمشاهدة تمنع ذلك، مع أنه توفى قبل إكماله، وهى مرتبة على الحروف عدا القسم الثانى منه وهو قسم الأفعال، فإنه مرتب على المسانيد. ذاكرًا عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة واسم الصحابى الذى خرج عنه. اهـ.
وقال السيد محمد عبد الحى الكتانى بن الشيخ محمد الكبير في فهرس الفهارس - بعد أن عدد كتب الحافظ السيوطى بأنواعها في ضروب الفنون المختلفة -: ومن أهمها وأعظمها - وهو من أكبر مننه على المسلمين -: كتابه الجامع الصغير، وأكبر منه وأوسع وأعظم الجامع الكبير، جمع فيهما عدة آلاف من الأحاديث النبوية مرتبة على حروف المعجم، وهما المعجم الوحيد الآن المتداول بين المسلمين الذين يعرفون به أحاديث نبيهم، ومخرجيها، ومظانها، ومرتبتها في الجملة، وقل من رأيته أنصف من الكاتبين اليوم وعرف مزية المترجم بكتابيه هذين ومنته على المسلمين، وقد قال الشيخ صالح المقيلى في كتابه العلم الشامخ - بعد أن استغرب أنه لم يتصد أحد لجمع الأحاديث النبوية على الوجه المقرب -: لعلها مكرمة ادخرها الله لبعض المتأخرين، وإذ الله قد أكرم بذلك وأهل له من لم يكد يرى مثله في مثل ذلك الإمام السيوطى في كتابه المسمى بالجامع الكبير، ومن لم يعرف للجامعين قيمة إذا بلى بالبحث عن حديث ضلت به الخطى، وعميت عينه عن المطلوب، وبقى في وادى الجهل والقصور يهيم. اهـ.
ودين على الأمة الآن أن تخرج هذا الكتاب.
وقد رأى من فكروا في إخراجه إلى عالم الطباعة أن يحققوا أحاديثه من حيث تصحيح نسخها على الأصول التى وصلت إليها أيديهم.
ولم يروا ضرورة للنص على مواضع الأحاديث في الكتب التى نقل منها الحافظ السيوطى؛ لأن الكثير منها مفقود الآن، أو كالمفقود، وإن كان موجودًا في عصره في أواخر القرن التاسع، وأوائل القرن العاشر، ومراجعة الأحاديث حديثًا حديثًا في الأصول الموجودة الآن يحتاج إلى عمر طويل وجهود مضنية، فرأوا أن يخرج هذا الكنز المحجب عن الأمة إلى أيدى أهل العلم والباحثين، فإذا توفرت نسخه بالطبع صار من