الممكن أن يشتغل به العلماء فرادى وجماعات، وأن يقوم عليه المتخصصون في السنة، وتتوفر الجهود لخدمة هذا التراث، فتراجع الأحاديث على الأصول التى تصل إليها أيديهم، وتخرج أحاديث الكتاب على الوجه المستطاع، وخدمة الكتاب من حيث اللغة، وشرح ما يحتاج إلى شرح من الألفاظ إن شاء الله، فإخراجه على هذا الوجه خير ما يسدى إلى الأمة؛ لأنه أجمع كتاب في الحديث.
ولا شك أن هذا الكتاب - الذى هو كاسمه جمع الجوامع والجامع الكبير - يحتاج إليه المحدثون والمفسرون والفقهاء والأدباء والمؤرخون وعلماء التوحيد واللغة والباحثون وعلماء النحو والبلاغة والاجتماع والمتشرعون وعلماء الأخلاق وعلماء التزكية الروحية؛ وكل من يحتاج إلى الرجوع إلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الصحيح ليأخذ به، والضعيف، ويعرف ما دون الضعيف ليتقيه.
فجزى الله خيرًا من سعى في إبرازه إلى الوجود بعد أن كان مغمورًا، وأتاح لذوى العلم معرفته، ووضعه بين أيديهم.
وكما ادخر الله مكرمة جمع الأحاديث الشريفة على هذا الوجه الجامع للحافظ السيوطى فقد ادخر نشره لمن ينطبق عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا الخير خزائن وإن للخزائن مفاتيح فطوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر".
وليست هذه بأول الأيادى التى من الله بإظهارها على يد من أودع الله في قلبه الإخلاص، وجعله مفتاحا للخير فأجرى الخير على يديه صاحب الفضيلة المصلح الكبير الدكتور عبد الحليم محمود عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف سابقًا والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
واجب الأمة:
وحيث إن الحافظ السيوطى لم يستوعب ما أراده من جمع السنة في هذا الكتاب، فما زال مشروعه دينًا في عنق علماء هذه الأمة وأثريائها وأولى الأمر منهم.
فيجب عليهم أن يبحثوا عن كتب السنة المخطوطة والنادرة في المكتبات العامة والخاصة في العالم، ثم يحصلوا على ما يستطيعون الحصول عليه ويصوروا غيره، وما