والحديث في موضوعات ابن الجوزى جـ ١ صـ ١٧٩ باب (صرف أنواع البلاء عن المعمرين) قال: ولقد ورد بثلاث طرق متقاربة في معناها، وذكر ابن الجوزى: أن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما الطريق الأولى: ففيها (يوسف بن أبى بردة) قال ابن حبان: يروى المناكير التى لا أصل لها من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن جعفر بن عمر وعن أنس هذا الحديث. وقال يحيى بن معين: يوسف ليس بشئ. أما الطريق الثانى: ففيها (عباد بن عباد) قال ابن حبان: غلب عليه التقشف وكان يحدث بالتوهم فيأتى بالمناكير فاستحق الترك، وأما حديث أنس الموقوف ففيه الفرج وهو ابن فضالة، قال يحيى والنسائى: هو ضعيف وقال البخارى: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة, لا يحل الاحتجاج به، وأما (محمد بن عامر) فقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وأما (محمد بن عبيد الله) فهو (العرزمى). قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقد روى عائذ بن بشير عن عطاء عن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من بلغ الثمانين من هذه الأمة لم يعرض ولم يحاسب وقيل: دخل الجنة". تفرد به (عائذ) قال يحيى: هو ضعيف، روى أحاديث مناكير، وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ لا يحتج بما انفرد به، وأما الطريق الثالث ففيه (عرزة بن قيس) وقد ضعفه يحيى، وأبو الحسن الكوفى مجهول. وانظر كتاب "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للإمام السيوطى كتاب "المبتدأ" صـ ٧٠ وما بعدها. وانظر "تنزيه الشريعة" لابن عراق كتاب "المبتدأ" (الفصل الثانى) جـ ١ صـ ٢٠٦ رقم ١٢٦٩ اهـ.