قال الهيثمي: رواه أحمد وفي ابن لهيعة حديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات اهـ. والحديث في الصغير برقم ٥٧٨٢ من رواية أحمد عن أَبي ذر، ورمز لصحته، قال المناوى: وكذا رواه الديلمى عن أَبي ذر، قال الحافظ العراقي: سنده جيد، ورواه مسلم في آخر الصحيح بلفظ: (غير الدجال أخوفنى عليكم، ثم ذكر حديثًا طويلًا) اهـ مناوى. وقال المناوى: (غير الدجال أخوف على أمتى من الدجال) قال أبو البقاء: ظاهر اللفظ يدل على أن غير الدجال هو المخاف، وليس معنى الحديث هذا، إنما معناه أنى أخاف على أمتى من غير الدجال أكثر من خوفى منه، فعليه يكون فيه تأويلان: أحدهما: أن غير مبتدأ وأخوف خبر مبتدأ محذوف، أي غير الدجال أنا أخوف على أمتى منه، الثاني: أن يكون أخوف على النسب، أي غير الدجال ذو خوف شديد على أمتى، كما نقول: فلانة طالق، أي ذات طلاق. قال: وقوله: (الأئمة المضلين) كذا وقع في هذه الرواية بالنصب، والوجه أن تقديره، من تعنى بغير الدجال، قال: أعنى: الأئمة المضلين، وإن جاء بالرفع كان تقديره الأئمة المضلون أخوف من الدجال أو غير الدجال الأئمة اهـ مناوى. (١) الحديث في مسند أحمد "مسند أَبى ذر الغفارى" جـ ٥ ص ١٥٢ بلفظ: (حدثنا عبد الله حدثني أَبى ثنا أبو سعيد، ثنا زائدة، ثنا يزيد عن زيد بن وهب عن أَبي ذر قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، إذ قام إليه أعرابي في جفاء، فقال: يا رسول الله أكلنا الضبع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (غير ذلك أخوف لي عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبًا، فياليت أمتى لا يتحلون الذهب). والحديث في مجمع الزوائد في كتاب الباس باب استعمال الذهب جـ ٥ ص ١٤٧ بلفظ: عن أَبي ذر قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إذ قام أعرابى فيه جفاء فقال: يا محمد أكلتنا الضبع فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "غير ذلك أخوف لي عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبًا ... الحديث)، قال الهيثمي، رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح، وانظر الحديث بعده عن زيد بن وهب عن رجل أن أعرابيًّا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكلتنا الضبع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غير الضبع عندي أخوف عيكم من الضبع إن الدنيا ستصب عليكم صبًا فيا ليت ... إلخ" قال الهيثمي: رواه أحمد، والبزار وفي يزيد بن أَبي زياد وهو ضعيف يكتب حديثه وبقية رجاله ثقات. والضبع: هي السنة المجدبة، قال في النهاية مادة (ضبع) فيه أن رجلًا أتاه فقال: قد أكلنا الضبع يا رسول الله، يعني السنة المجدية، وهي في الأصل الحيوان المعروف، والعرب تكنى به عن السنة المجدبة.