للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩/ ١٦١٠١ - "قَاضِيَانِ فِي النَّار، وَقَاض في الْجَنَّةِ، قَاضٍ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَقَاضِ عَرف الْحَقَّ فَجَارَ مُتعَمِّدًا، أَوْ قَضَى بغَيرِ عِلْمٍ فَهُمَا في النَّارِ، قَالُوا: فَمَا ذَنْبُ هَذَا الَّذِي يَجْهَلُ؟ قَال: ذَنْبُه أَن لا يَكُونَ قَاضِيًا حَتَّى يَعْلَمَ".

ك عن بريدة (١).


= (كتاب التفسير) قال الشيخ الساعاتى: "وسنده" حدثنا سفيان، حدثنا بن محيصن -شيخ من قريش سهمى- سمعه عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة ... إلخ قال: لما نزلت (من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا) آية ١٢٣ النساء، شقت على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ، فشكوا ذلك إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قاربوا وسددوا؛ فكل ما يصاب به السلم كفارة حتى النكبة ينكبها".
والنكبة: هي كل ما يصيب الإنسان من الحوادث، سواء كان ذلك في بدنه، أو ماله، أو عياله، وينكبها بصيغة المجهول.
ورواه مسلم في صحيحه- تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي برقم ٢٥٧٤ (كتاب البر والصلة والآداب) بسنده ولفظه.
و(ابن محيصن) هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن من أهل مكة.
ورواه الترمذي في سننه جـ ٥ (كتاب التفسير) برقم ٣٠٣٨ من طريق ابن أبي محيصن، وفيه تقديم بعض الجمل على بعض.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى جـ ٣ ص ٣٧٣ (كتاب الجنائز) بسنده عن أبي هريرة، بلفظ: "قاربوا, وسددوا، وأبشروا؛ فإن كل ما أصاب السلم كفارة له حتى الشوكة يشاكها أو النكبة ينكبها" ثم قال: رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره عن سفيان.
ومعنى (قاربوا) اقتصدوا، فلا تغلوا ولا تقصروا، بل أوسطوا.
و(سددوا) أي: اقصدوا السداد، وهو الصواب.
وأصل النكب: الكب والقلب.
(١) الحديث في المستدرك للحاكم جـ ٤ ص ٩٠ (كتاب الأحكام) ذكره شاهدًا لحديث قبله قال: وله شاهد على شرط مسلم حدثنا محمد بن علي بن دحيم الشيبانى بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغفارى، حدثنا أبو غسان، وعلي بن حكيم، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن سعيد بن عبيدة، عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاض قضى بالحق فهو في الجنة, وقاض يجور فهو في النار، وقاض قضى بجهله فهو في النار" قالوا: فما ذنب هذا الذي يجهل، قال: "ذنبه أن لا يكون قاضيًا حتى يعلم".
وأشار الذهبي في التلخيص أنه على شرط مسلم.
والحديث في الصغير برقم ٦٠٠٤ من رواية الحاكم عن بريدة، ورمز له بالصحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>