للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

م، هـ عن أبي هريرة (١).

٥٣/ ١٦١٣٥ - "قَال الله -عزَّ وجلَّ- لدوُدَ: ابْنِ لِي بَيتا في الأرضِ، فَبَنَى دَاودُ بَيتًا لِنَفْسِه قَبْلَ أنْ يَبْنِي (*) الْبَيتَ الذِى أمِرَ بِهِ، فَأوْحَى اللهُ إِلَيهِ: يَا دَاودُ، نَصَبْتَ بَيتَكَ قَبلَ بَيتِى؟ قَال: إِى رب هكَذا قُلتَ فيما قَضيتَ: "من مَلَك اسْتَأثَر" ثمَّ أخذ في بِناء الْمَسجِد، فَلَمَا تَمَّ السُّور سَقَطَ ثُلثَاهُ، فَشَكَا ذَلكَ إِلَى الله -تَعَالى- فَأوْحَى اللهُ إِلَيهِ: أنَّهُ لَا يَصلُح أنْ تَبْنِي بيتا، قَال: إِى رب، وَلِمَ؟ قَال: لمَا جَرَى عَلَى يَديكَ كانَ الدماء، قال: إِى رب أو لَمْ يَكن ذَلِك فِي هواك وَمَحبتك؟ قَال: بَلى وَلكِنَّهُمَ عِبَادى، وَأنا أَرحمهم، فَشَق ذلِكَ عَلَيهِ، فأوْحَى اللهُ إِلَيهِ: لَا تَحزَن، فَإنِّي سَأقْضِى بِنَاءَه عَلَى يَدَى ابْنِكَ سُلَيمَان، فلمَا مَاتَ دَاودُ، أخَذَ سُلَيمَانُ فِي بِنَائِه، فَلمَا تَمَّ، قرب القرابين ذبَحَ الذبائِح، وَجَمع بَني إِسرَائِيلَ، فَأوْحَى اللهُ -تَعَالى- إِلَيهِ: قَدْ أرَى سرورَكَ ببنيَان بَيتِى فَاسْألنى أعطِكَ، قَال: أسْألُكَ ثلاثَ خصَال: حُكْمًا يُصَادِف حكْمَكَ، وَمُلكًا لَا يَنْبِغى لأحَدٍ منْ بَعدِى، وكان أتى هذا البيت لا


(١) الحديث في صحيح مسلم تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في كتاب (الزهد والرقائق) باب: (من أشرك في عمله غير الله) وفي نسخة باب: (تحريم الرياء) برقم عام ٢٩٨٥ بلفظ: حدثني زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبده الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله -تبارك وتعالى-: أنا أغنى الشركاء .. الحديث" قال المحقق: (تركته وشركه) هكذا وقع في بعض الأصول: (وشركه) وفي بعضها (وشريكه) وفي بعضها (وشركته) ومعناه: أنه غنى عن المشاركه وغيرها، فمن عمل شيئًا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير، والمراد: أن عمل المرائى باطل لا ثواب له فيه ويأثم به.
والحديث في سنن ابن ماجه كتاب (الزهد) باب: (الرياء والسمعة) برقم ٤٢٠٢ بلفظ: حدثنا أبو مروان العثمانى، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله -عزَّ وجلَّ- أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملًا أشرك فيه غيري، فأنا منه برئ، وهو للذي أشرك".
قال في الزوائد؛ إسناده صحيح، رجاله ثقات. اهـ.
والحديث في الصغير برقم ٦٠٣١ من رواية مسلم، وابن ماجه، عن أبي هريرة، ورمز له المصنف بالصحة. قال المناوى: رواه مسلم، وابن ماجه، عن أبي هريرة، ولم يخرجه البخاري قال المنذرى: وإسناد ابن ماجه رواته ثقات .. اهـ.
(*) في المغربية: لا يوجد لفظ (أن يبنى).

<<  <  ج: ص:  >  >>