للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣١/ ١٦٥٦٩ - "كَانَ داودُ فِيهِ غَيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَت الأبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُل عَلَى أهْلِهِ أحَدٌ حَتَّى يَرْجعَ، فَخَرَج ذَاتَ يَوْمٍ وَغُلِّقَت الأبْوَابُ فَأَقْبَلتِ امْرَأةٌ تَطلع إِلَى الدَّار، وَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وسَط الدَّار، فَقَالتْ لِمَنْ في البَيتَ: مِنْ أينَ دَخَلَ هَذَا الْرَّجُلُ؟ وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ وَاللهِ لَيَفْتَضحَنَّ (*) بِدَاوُدَ، فَجَاءَ دَاوُدُ وإذَا الرَّجُل قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَال لَهُ دَاودُ: مَنْ أنْتَ؟ قَال: الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ، وَلَا يَمْتَنع مِنِّي الحُجَّاب، قَال دَاودُ: أَنْتَ إِذَن واللهِ مَلِكُ الْمَوْتِ، مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللهِ فرمل دَاودُ مَكَانَهُ حَيثُ قُبَصت نَفْسُه حَتَّى فَرغَ مِنْ شَأنه، فَطَلَعَتْ عَلَيهِ الشَّمْسُ، فَقَال سُلَيمَانَ لِلطيرِ: ظِلِّى عَلَى دَاودَ فأَظلَّتْ عَلَيهِ حَتَّى أظلَمَتْ عَلَيهِ الأرْضُ فَقَال لَهَا سُلَيمَانُ: اقبِضى جَنَاحًا جَنَاحًا وَغَلَبَتْ عَلَيهِ يَوْمَئِذ الْمضْرَحِيَّةِ (* *) ".

حم عن أَبي هريرة (١).


= والحديث في الترغيب والترهيب للمنذرى جـ ٣ ص ٤١ بلفظه قال: رواه البزار والحاكم والأصبهانى كلهم عن الحكم بن عبد الله الأيلى عن القاسم عنها.
قال الحافظ عبد العظيم المنذرى: كيف والحكم متروك متهم، القاسم مع ما قيل فيه لم يسمع من عائشة.
(*) في المغربية: "لتفضحن" مكان "ليفتضحن".
(* *) في المغربية: "المضرجية" مكان "المضرحية" بالحاء المهملة أي الصقور الطوال الأجنحة انظر القاموس ض ر ح.
(١) الحديث في الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد للشيخ البنا جـ ٢٠ ص ١١٩ باب ذكر وفاة داود وكيفيتها عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا برجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت من أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة؟ والله لتفتضحن فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال داود: من أنت؟ قال أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع منى شيء، فقال داود، أنت والله ملك الموت فمرحبًا بأمر الله، فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه حتى فرغ من شأنه فطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلى على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهما الأرض، فقال لها سليمان: اقبضى جناحًا جناحًا. قال أبو هريرة: يرينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف فعلت الطير وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، وغلبت عليه يومئذ المضرجية".
معنى "رمل" أي: دفن مكانه: معنى المضرجية: أي وغلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الأجنحة.
والحديث في مجمع الزوائد في كتاب ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام باب ذكر نبي الله داود - عليه السلام - جـ ٨ ص ٢٠٦ بلفظ: وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان داود النبي - عليه السلام - فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم =

<<  <  ج: ص:  >  >>