للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٥/ ١٧٦٠٢ - "لَمْ يَتَكَلَّمْ في الْمَهْدِ إِلَّا ثَلاثَةٌ: عِيسَى، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيجٌ يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقَال: أُجيِبُهَا أَوْ أُصَلِّى؟ فَقَالتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ، وَكَانَ جُرَيجٌ في صَوْمَعَتِه، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسها، فَوَلَدَتْ غُلامًا، فَقَالتْ: مِنْ جُرَيج (فَأَتُوه)، فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَه، وَأَنْزَلُوه وَسَبُّوه فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى الْغُلامَ فَقَال. مَنْ أَبُوكَ يَا غُلامُ؟ قَال: الرَّاعِي، قَالُوا: نَبْنِى صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذهَب، قَال: لَا إِلَّا مِنْ طِين، وَكَانت امْرَأةٌ ترضعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَة فَقَالتْ: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَال: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلنِى مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيَها يَمُصُّه، ثُمَّ مَرَّ بِأَمَة فَقَالتْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَل ابْنِي مِثْلَ هَذِه فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَقَال: اللَّهُمَّ اجْعَلنِى مِثْلَهَا، فَقَالت لَهُ: لِمَ ذَاكَ؟ فَقَال: الرَّاكِب جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقَتْ، زَنَتْ وَلَمْ تَفْعَلْ".


= إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي, فإنك أخير في الإسلام, فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيرى وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلَّا لك، فأرسل إليها فأوتى بها، فقام إبراهيم - عليه السلام - إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة، فقال لها: ادعى الله أن يطلق يدي ولا أضرك ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى, فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد منه القبضتين الأوليين، فقال: ادعى الله أن يطلق يدي، فلك الله أن لا أخذك ففعلت وأطلقت يده، ودعا الذي جاء بها، فمال له: إنك إنما أتيتنى بشيطان ولم تأتنى بإنسان، فأخرجها من أرضى، وأعطها هاجر. قال: فأقبلت تمشى. فلما رآها إبراهيم - عليه السلام - انصرف فقال لها: مهيم؟ (أ) قالت: خيرا، كف الله يد الفاجر، وأخدم خادما، قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بنى ماء السماء (ب).
===
(أ) معنى "مهيم" أي ما شأنك وما خبرك.
(ب) "يا بنى ماء السماء": قال كثيرون: المراد ببنى السماء: العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه، وقال القاضي: المراد بذلك الأنصار خاصة ونسبهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. انظر صحيح مسلم صـ ١٨٤١.
والحديث في مسند أحمد، الجزء الثاني مسند أبي هريرة، صـ ٤٠٣، ٤٠٤، قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا علي بن حفظ، قال: ثنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يكذب إبراهيم إلَّا ثلاث كذبات, قوله حين دعى إلى آلهتهم "إني سقيم" وقوله: "فعله كبيرهم هذا" وقوله لسارة: "إنها أختي" قال: ودخل إبراهيم قرية فيها مالك من الملوك، أو جبار من الجبابرة فقيل: دخل إبراهيم الليلة بأمرأة من أحسن الناس. الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>