للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٠٦/ ١٧٦٥٣ - "لَمَّا عَافَى اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- أَيُّوبَ أَمْطَرَ عَلَيه جَرَادًا مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يأْخُذُهُ بِيَدِهِ وَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِه، فَقيلَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ: أمَّا تَشْبَعُ؟ ، قَال: وَمَنْ يَشْبَعُ منْ رحْمَتِكَ".

ك عن أبي هريرة (١).


= عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما كان ليلة أسري بى وأصبحت بمكة فضعت (*) بأمرى وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: وما هو؟ ، قال: إني أسري بى الليلة، قال: إلى أين؟ ، قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ ، قال: نعم فلم يره أنه يكذب مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه، قال: أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني؟ ، قال: نعم، قال: هيا معشر: بنى كعب بن لؤى، حتى قال: فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدث قومك بما حدثتني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أسري بي الليلة، قالوا: إلى أين؟ ، قال: إلى بيت المقدس، قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا، قال: نعم، قال: فمن مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا للكذب زعم، قالوا: وتسطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهبت أنعت حتى التبس على بعض النعت، قال: فجئ بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل -أو عقال- فنعته وأنا أنظر إليه، قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه، قال: فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب".
قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
(١) الحديث في المستدرك للحاكم ج ٢ ص ٥٨٢ كتاب التاريخ -ذكر أيوب بن أموص نبي الله المبتلى- قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفى، ثنا محمد بن أيوب، وأبو مسلم، وأحمد بن عمرو بن حفص (قا) (ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا همام عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يأخذ بيده ويجعله في ثوبه فقيل له: يا أيوب أما تشبع؟ ، قال: ومن يشبع من رحمتك".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وأثار الذهبي في التلخيص إلى أنه على شرطهما.
والحديث رواه البخاري في صحبحه- ط- الشعب ج ١ ص ٧٨ كتاب الغسل- باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة - قال: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثى في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم كن أغنينك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك ولكنى لا غنى بي عن بركتك".
وأورده ابن كثير في تفسيره ج ٥ ص ٣٥٦ - تفسير سورة الأنبياء- قال حدثنا أبو زرعة حدثنا عمرو بن مرزوق. إلخ سند الحاكم وذكر الحديث.
===
(*) (فضعت) في الأصول قطعت وفي المجمع فضعت ومعناها الضيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>