وقيل: إن الوليد لما أفلت من مكة، سار على رجليه ماشيا، فطلبوه فلم يدركوه، فنكبت أصبعه (أي: نالتها الحجارة) فمات عند بئر أبي عنبة على ميل من المدينة. ولما توفى قالت أم سلمة تبكيه -وهي ابنة عمه-: يا عين فابكى للوليد إلخ ... اهـ أسد الغابة- ج ٥ ص ٤٥٤ برقم ٥٤٧٢. والحديث في كنز العمال -باب بر الأولاد وحقوقهم- الفصل الأول فرع في محظورات الأسامى- ج ١٦ برقم ٤٥٢٧٨ من رواية ابن سعد عن أم سلمة بلفظه. و(حنانا) من مادة (حنن) فيه أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يصلى إلى جذع في مسجده فلما عمل له المنبر صعد عليه، فحن الجذع إليه، أي: نزع واشتاق، وأصل الحنين ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سلمة وعندها غلام يسمى الوليد، فقال: "اتخذتم الوليد حنانا ... غيروا اسمه" أي: تتعطفون على هذا الاسم وتحبونه، وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة، فكره أن يسمى به ... اهـ نهاية. (١) الحديث في مجمع الزوائد من رواية الطبراني في الكبير: عن أبي أمامة- في كتاب البيوع -باب: فيما يتخذ من الدواب ج ٤ ص ٦٦ - طبعة دار الكتاب في بيروت، قال: عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أتقاه ما أتقاه، ما أتقاه راعى غنم على رأس جبل يقيم الصلاة". قال: وفيه (عفير بن معدان) وهو مجمع على ضعفه اهـ. والحديث في (كنز العمال) ج ٣ ص ٩٢ برقم ٥٦٣٩ من رواية الطبراني عن أبي أمامة بلفظه. والحديث في الجامع الصغير برقم ٧٧٧٤ من رواية الطبراني في الكبير عن أبي أمامة: قال المناوى: قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان، وهو مجمع على ضعفه اهـ. وقد ترجم الذهبي (لعفير بن معدان) في الميزان- في ج ٤ ص ٨٤ برقم ٥٦٧٩ قال: هو عفير بن معدان الحمصي المؤذن، عن عطاء وقتادة وسليم بن عامر، وعن أبو اليمان والنفيلى وجماعة، قال أبو داود: شيخ صالح ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: يكثر عن سليم عن أبي أمامة بما لا أصل له، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة، وقال أحمد: منكر الحديث ضعيف ... اهـ. والضمير في لفظ (فيها) يعود إلى (رأس جبل) وهو مذكر والضمير لمؤنث، ولعل المراد البقعة.