والحديث في الصغير برقم ٩٩٨٧ من رواية أحمد ومسلم وأبي داود وابن ماجه ورمز له السيوطي بالصحة. وانظر شرح السنة للأمام البغوي كتاب (الجنائز) باب: حسن الظن بالله ج ٥ ص ٢٧٢ رقم ١٤٥٥. وانظر السنن الكبرى للبيهقي كتاب (الجنائز) باب: المريض يحسن ظنه بالله ويرجو رحمته ج ٣ ص ٣٧٨. وانظر حلية الأولياء لأبي نعيم في أحاديث عبد الملك بن أبجر ج ٥ ص ٨٧. وقال الشيخ المناوي في شرحه لهذا الحديث: أي: لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة، وهي حسن الظن بالله تعالى، بأن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه؛ لأنه إذا حضر أجله، وأتت رحلته لم يبق لخوفه معنى، بل يؤدى إلى القنوط، وهو تضييق لمجال الرحمة والإفضال. ومن ثم كان من الكبائر القلبية. فحسن الظن، وعظم الرجاء أحسن ما تزوده المؤمن لقدومه على ربه. قال الطيبي: نهى أن يموتوا على غير حالة حسن الظن، وذلك ليس بمقدور، بل المراد الأمر بحسن الظن ليوافى الموت وهو عليه، انتهى. ونظيره: "ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" وهذا قاله قبل موته بثلاث، والنهى وإن وقع عن الموت لكنه غير مراد، إذا هو غير مقدور، بل المراد النهي عن عدم سوء الظن، بل عن ترك الخشوع، وأفاد الحث على العمل الصالح المفضى إلى حسن الظن، والتنبيه على تأميل العفو، وتحقيق الرجاء في روح الله تعالى. (١) الحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة (محمد بن أحمد البابشامى) ج ١ ص ٣٩٦ رقم ٣٦٦ بلفظ: أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: نبأنا إسماعيل بن علي بن علي أبو القاسم الخزاعي قال: نبانا أبو عبد الله -محمد بن إبراهيم بن كثير- الصيرفي ببغداد بباب الشام سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ قال: نبانا حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله؛ فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة". وأخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق الكبير للشيخ عبد القادر بدران في ترجمة (الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجراح بن وهيب) ج ٤ ص ٢٥٧ بلفظ: أسند الحافظ إلى أبي نواس عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بربه؛ فإن حسن الظن بالله -تعالى- ثمن الجنة". =