عرفة إثر خطبة أبي بكر ثم رأى أنه لم يعم الناس بالإسماع فتتبعهم بالأذان بها يوم النحر وفي ذلك اليوم بعث معه أبو بكر من يعينه في الأذان بها كأبي هريرة وغيره، وتتبعوا أيضًا أسواق العرب كذي المجاز وغيره.
فبسبب هذا اختلف الناس. واختلف أيضًا لم وصف بالأكبر، فقيل لأنه حج ذلك العان المسلمون والمشركون وصادف أيضًا عيد اليهود والنصارى، وقيل لأنه حج فيه أبو بكر ونبذت فيه العهود، وقيل الحج الأكبر بالإضافة إلى الحج الأصغر وهو العمرة. وقال الشعبي بالإضافة إلى العمرة في رمضان فإنه الحج الأصغر، وقال مجاهد الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد، وقيل الحج الأكبر يوم النحر والأصغر يوم عرفة وهو قول منذر بن سعيد. قال لأن الناس كانوا يقفون يوم عرفة بعرفة إذا كانت الخمس تقف بالمزدلفة وكان الجمع يوم النحر بمنى فلذلك كانوا يسمونه الحج الأكبر. وذكر بعضهم أن هذا خطأ لأنه لم يقف أحد في حجة أبي بكر بالمزدلفة. وليس كما قال. وقد حكى قوم من المفسرين أن الحمس ومن تبعها وقفوا بالمزدلفة في حجة أبي بكر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح مكة سنة ثمان واستعمل عليها عتاب بن أسيد ثم غزا غزوتين: حنينًا والطائف ثم رجع إلى المدينة ثم خرج إلى تبوك ثم رجع في رمضان سنة تسع فأراد الحج ولم يرد أن يحج المشركون يحجون ويطوفون عراة فأمر