خرج يريد الحج تقلد من لحا الشجر شيئًا، فكان ذلك أمانًا له، وكان الأمر في نفوسهم عظيمًا مكنه الله تعالى حتى كانوا لا يقدم من ليس بمحرم أن يتقلد شيئًا خوفًا من الله تعالى. وكذلك كانوا إذا انصرفوا تقلدوا من شجر الحرم. وقوله تعالى:{للناس}: لفظ عام، وقال بعضهم: أراد العرب، ولا معنى لهذا التخصيص. وقال سعيد بن جبير: جعل الله تعالى هذه الأمور للناس وهم لا يرجون جنة ولا نارًا، ثم شدد ذلك بالإسلام، وقد تقدم الكلام على طرف من هذا المعنى.
[(١٠١) - (١٠٥) - قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إلى قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}]
اختلف في سببها، فقيل: نزلت بسبب سؤال عبد الله بن حذافة السهمي، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر مغضبًا، فقال:((لا تسألوني اليوم عن شيء إلا أخبرتكم)) فقام رجل، فقال: أين أنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((في النار))، فقام عبد الله بن حذافة، وكان يطعن في نسبه، فقال: من أبي؟ فقال:((أبوك حذافة)). وفي بعض الأحاديث: فقام رجل، فقال: من أبي؟ فقال:((أبوك سالم مولى شيبة))، فقام عمر بن الخطاب، فجثا على ركبتيه وقال: رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، نعوذ بالله من الفتن. وبكى الناس من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت الآية