جوفه؛ كذلك لا يكون الأزواج أمهات ولا الأدعياء أبناء. وذلك أن العرب كانوا إذا حرم أحدهم زوجته جعلها عليه كامه ويعتقدون في الأدعياء أنهم أبناء، فأبطل الله تعالى ذلك، وأنزل أحكام الظهار إذا وقع، وسيأتي الكلام عليه في سورة المجادلة إن شاء الله تعالى. ونفى أن يكون الأدعياء أبناء، وذلك بسبب زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد؛ وذلك أنه كان عبدًا لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل البعثة، وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاختار البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم على حريته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((يا معشر قريش اشهدوا أنه ابني يرثني وأرثه)) فرضي بذلك أبوه وعمه وانصرفا.
وقوله:{ذلكم قولكم بأفواهكم} تأكيد للقول.
[(٥) - ثم قال تعالى:{ادعوهم لآبائهم .. } إلى قوله تعالى: {ليس عليكم جناح}]
فأمر بدعاء الأدعياء إلى آبائهم للصلب وأن لا يدعوهم إلى من تبناهم كما كان يفعل أولًا فمن جهل ذلك فيه كان مولى وأخًا في الدين. فقال الناس: زيد بن حارثة وسالم مولى أبي حذيفة وغير ذلك. ذكر الطبري أن أبا بكر قرأ هذه الآية ثم قال: أنا ممن لا يعرف أبوه فأنا أخوكم في الدين ومولاكم. قال الراوي عنه: ولو علم أن أباه حمار لانتمى إليه. وأهل الحديث يقولون في أبي بكرة: نفيع بن الحارث وهذه الآية ناسخو لما قد كان قبلها جائزًا في السنة من تنمية الرجل المتبنى إلى متبنيه بالبنوة كما ينسب إلى أبي الصلب وذلك إنه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك حتى نزلت