استدل به قوم على أن شريعة من قبلنا غير لازمة لنا. واستدل قوم آخرون بقوله:{وكيف يحكمونك وعندهم التوراة}[المائدة: ٤٣]، وبقوله تعالى:{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}[المائدة: ٤٥] الآية، على أن من شريعة من قبلنا لازمة لنا ما لم تنسخ.
[(٤٨) - قوله تعالى:{فاستبقوا الخيرات}]
استدل به قوم على أن تقديم الواجبات أفضل من تأخيرها، وهذا مما اتفق عليه في العبادات كلها، إلا في الصلاة فإنه اختلف فيها هل الصلاة في أول الوقت أفضل أم لا؟ فالمشهور في المذهب أن أول الوقت فيها أفضل. وقال بعض المالكية: الوقت كله سواء في الفضل. وقال أبو حنيفة: آخر الوقت أفضل. وأجمعوا في المغرب على أن أول الوقت أفضل. وحجة القول المشهور في المذهب الآية المتقدمة، وقوله تعالى:{والسابقون الأولون * أولئك المقربون * في جنات النعيم}[الواقعة: ١٠ - ١٢]، وقوله تعالى:{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض}[آل عمران: ١٣٣]، وفي الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الصلاة أفضل؟ قال:((الصلاة لأول وقتها)). واستدل بعضهم بهذه الآية أيضًا على