للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم، لا بأس بذلك. وقال الطبري: لا وجه لمن أنكر يهديكم الله ويصلح بالكم، لأن الإخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت من غيرها. واحتج الطحاوي لقول مالك بقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية} الآية. فقال: إذا قال جوابًا لقوله: ((يرحمكم الله)((يغفر الله لكم)). فقد رد مثل ما حياه الله به.

وإذا قال: ((يهديكم الله ويصلح بالكم))، فقد حياه بأحسن مما حياه؛ لأن المغفرة إنما هي من الذنوب، والرحمة ترك العقاب عليها. ومن جعلت له الهداية وكان مهديًا، كان بعيدًا عن الذنوب. ومن أصلح باله وهو حاله فحاله فوق حال المغفرة، فكان ذلك أولى.

[(٩٠) - (٩١) - قوله تعالى: {إلا أن يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} الآية، إلى قوله: {وما كان لمؤمن}]

معنى جملة الآية: خذوا الكافرين واقتلولهم حيث وجدتهوهم إلا من دخل منهم في عداد من بينكم وبينهم ميثاق والتزم شهادتكم كرهط هلال بن عويمر الأسلمي، وشداد بن مالك بن جعشم، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف، أو من جاءكم وقد كره قتالكم وقتال قومه، وهذا بفضل الله ودفعه عنكم؛ إذ لو شاء لسلطه عليكم فلقاتلوكم ولم يتاركوكم، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>