للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع كلامه لأن فصل ضمير اسم الله تعالى من ضمير غيره أولى لا محلاة. فقال له بئس الخطيب أنت لموضع وقفه وحمله على الأولى في فصل الضمير وإن كانا جميعًا جائزين. وصلاة الله تعالى رحمة منه وصلاة الملائكة دعاء وصلاة المؤمنين دعاء وتعظيم. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض، وأمر الله تعالى بها أمر يحمل على الوجوب. واختلف فيه في الصلاة هل هي فرض أو سنة؟ فذهب الشافعي إلى أنه فرض تفسد الصلاة بتركه، ومن حجة هذا القول عموم الآية لأنه لم يخصص به صلاة من غيرها. وذهب مالك وغيره إلى أنه سنة. واختلف هل يجوز أن يصلي على غير النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فمل يجزه قوم ورآه مختصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأمر بالصلاة عليه لا يدل على أنه لا يجوز على غيره، واحتجوا أيضًا بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ((اللهم صل على آل أبي أوفى)) ويرون أن لما نزلت هذه الآية قال له قوم: يا رسول الله، هذا السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وارحم محمدًا وآل محمد كما رحمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)) وفي بعض الأحاديث زيادة ونقص ولكن هذا معناه.

(٥٩) - قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك ... } إلى قوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا}:

لما كانت عادة العرب التبذل في الاحتجاب وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء وكان ذلك داعيًا إلى نظر الرجل إليهن أمر الله رسوله أن يأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع بسرتهن الفرق بين الحرائر والإماء فيعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>