للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتشكوني إلى خلقي؟ قال: يا رب خطيئة فاغفرها. قال: غفرتها لك. فكان ذلك أسيل: {قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ولما مات سعيد بن أبي الحسن بكى عليه الحسن حولًا. فقيل له: يا أبا سعيد تأمرنا بالصبر وتبكي. قال الحمد لله الذي جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين يرحم بها بعضهم بعضًا، تدمع العين ويحزن القلب وليس ذلك من الجزع إنما الجزع ما كان من اللسان واليد. الحمد لله الذي لم يجعل بكاء يعقوب على يوسف وبالًا عليه، وقد بكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن. وحكي أنه يفارق الحزن قلب يعقوب ثمانين سنة، فما جاء في الآية من أمر يعقوب حجة لمن يرى من يفعل ذلك صابرًا.

[(٨٨) - قوله تعالى: {قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين}]

قوله: {مسنا وأهلنا الضر} يتخرج منه شكوى المسغبة والحاجة لمن يرجى أن يكون سببًا لكشفها لأن الله تعالى لم يعاقبهم على شكواهم تلك. وقوله: {فأوف لنا الكيل} دليل على أن الكيل إنما هو على البائع. وقد اختلف في ذلك قول مالك، ففي قوله القديم أن على المبتاع الكيل. وعنه بعد ذلك أن الكيل على البائع، وهو الصحيح. لأن عليه أن يوفي ما باع ويبرزه عن ملكه بالوزن. واحتج مالك لهذا القول بهذه الآية: {فأوف لنا الكيل}. وكذلك الوزان والعداد والمزرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>