واختلف فيها. فقيل مكية كلها، وقيل إلا قوله تعالى:{إن ربك يعلم ... }[المزمل: ٢٠] السورة. فإن ذلك نزل بالمدينة. وفيها مواضع من الأحكام والنسخ.
(٢) - (٤) - قوله تعالى:{قم الليل إلا قليلًا * نضفه أو انقص منه قليلًا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلًا}:
اختلف في هذا الأمر بقيام الليل هل هو محكم أو منسوخ. فذهب جماعة إلى أنه محكم واختلفوا في تأويله فذهب قوم إلى أن الأمر به أمر ندب قد كان لم يفرط قط. ويعضد قوله ما جاء في الصحاح من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة في رمضان خلف حصير احتجزه فصلى وصلى بصلاته ناس. ثم كثروا من الليلة القابلة ثم خص المسجد في الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصبوا بابه فخرج مغضبًا وقال:((إنما تركت الخروج لأني خفت أن تفرض عليكم)). وفي لفظ الحديث أنه لم يكلمهم إلا بعد أن أصبح. وذهب قوم إلى أن الأمر أمر إيجاب وأن قيام الليل كان فرضًا في وقت نزول الآية إلا أنه كان فرضًا على النبي صلى الله عليه وسلم وبقي كذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذهب قوم