بقوله:{كتب عليكم الصيام} فكان يصام من العتمة إلى العتمة ثم نسخ ذلك. وهذا أيضًا عندي من نسخ السنة بالقرآن، لأ، هذه الثلاثة أيام لم ينزل بصيامها قرآن، وإنما صيمت بالسنة إلا أني رأيت بعض المفسرين ينسب لعطاء قولًا مخالفًا لما تقدم عنه، وهو معنى التشبيه كتب عليكم الصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال في بعض الطرق: يوم عاشوراء كماكتب على الذين من قبلكم ثلاثة أيام من كل شهر، ويوم عاشوراء. ثم نسخ هذا بهذه الآية بشهر رمضان فظاهره أن الثابت بهذه الآية صوم ثلاثة أيام كمن كل شهر ويوم عاشوراء ثم نسخ برمضان. فهذا إذا من نسخ القرآن بالقرآن والآية على هذا منسوخة كلها، وبعض من ذهب إلى أن معنى التشبيه منسوخ فيطلق القول بأن الآية كلها منسوخة، وأكثرهم لا يطلق هذا. وهذا مبني على اختلافهم في العبادة إذا نسخ شرط من شروطها هل يقال: إنه نسخ لبعض العبادة لا لأصلها؟ أم يقال إنه نسخ لأصلها؟ فمن رآها نسخًا لأصلها أطلق القول بأن الآية كلها منسوخة ومن لم ير ذلك لم يطلق القول بذلك.
(١٨٤) - قوله تعالى:{أيامًا معدودات}[البقرة: ١٨٤].
قيل: ثلاثة أيام، وقيل: رمضان، وقيل: الأيام البيض، وقد روى معاذ أن ذلك كان واجبًا ثم نسخ.
(١٨٤) - قوله تعالى:{فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر}[البقرة: ١٨٤].
اختلف في المريض والمسافر هل هما مخاطبان بصيام رمضان أم لا؟