نسب أو صهر والآية عندي على هذا القول منسوخة بآية القتال لأن فيها مهادنة. وقال ابن عباس أيضًا ما يقتضي أنها مدنية وذلك أنه قال سببها أن قومًا من شباب الأنصار فاخروا المهاجرين ومالوا بالقول على قريش فنزلت الآية على ذلك على معنى ألا تؤذوني فتراعوني في قرابتي وتحفظوني فيهم. وقال هذا أيضًا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وغيره. وقال ابن عباس أيضًا فيما روي عنه سبب الآية أن الأنصار جمعت مالًا وساقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرده عليهم ونزلت الآية في ذلك. وقال ابن عباس أيضًا معنى الآية في قربى الطاعة والتزلف إلى الله تعالى كأنه قال إلا أن تؤذوني لأني أدعوكم إليه وأريد هدايتكم إليها. وقال الحسن بن أبي الحسن معناه: إلا أن تتوددوا إلى الله تعالى بالتقرب إليه. وقال عبد الله بن القاسم معنى الآية إلا أن يتودد بعضكم إلى بعض وتصلوا أقرباءكم. فالآية على هذا في صلى الرحم. فعلى ما تقدم يأتي في الآية هل هي مكية أو مدنية قولان، وإذا قلنا مدنية يأتي في سبب نزولها قولان. وعلى قول عبد الله بن القاسم وقول الحسن في معنى الآية لا يختلف عندي في أنها محكمة، وأما سائر الأقوال فمختلف فيها عل هي منسوخة بآية سبأ أم لا؟ فذكر بعضهم عن ابن عباس أيضًا وجماعة معه أنها منسوخة لقوله تعالى في سورة سبأ:{قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}[سبأ: ٤٧].
وذهب قوم إلى أنها محكمة.
[(٣٩)، (٤٠) - قوله تعالى:{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ... } إلى قوله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}]
اختلف في هذه الآية هل هي محكمة أو منسوخة؟ فذهب قوم إلى أنها منسوخة، قالوا وكانت قد نزلت في بغي المشرك على المؤمن فأباح لهم الانتصار عليهم دون تعد وجعل العفو والإصلاح مقرونًا بأجر ثم نسخ ذلك