اختلف في تأويل هذه الآية، فقال البراء بن عازب والزهري، وقادة: سببها أن الأنصار كانوا إذا حجوا أو اعتمروا يلتزمون إلى أن يحول بينهم وبين السماء حائل، وكانوا يتنسمون ظهور بيتهم على الجدارات. وقيل: كانوا يجعلون في ظهور بيوتهم فتوحًا يدخلون منها ولا يدخلون من الأبواب. قيل: كان أحدهم إذا خرج في حاجته ولم يقضها استطار بذلك ولم يدخل من باب داره، ولكن من ظهورها، فجاء رجل منهم فدخل من باب بيته فعير بذلك. فنزلت الآية. وقال إبراهيم: كان يفعل ذلك قوم من أهل الحجاز. وقال السدي: ناس من العرب، وهم الذين يسمون الحمس، قال: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بابًا رفعه رجل منهم، فوقف ذلك الرجل وقال: أنا أحمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((وَأَنَا أَحْمُسُ)) فنزلت الآية. وروى الربيع أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل خلفه رجل أنصار فدخل وخرق عادة قومه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:((إِنِّي أَحْمُسٌ)) أي من قوم لا يدينون بذلك، فقال الرجل وأنا ديني دينك فنزلت الآية.
وهذه الأقوال أقوال من جعل الآية سببًا. وقال أبو عبيدة: الآية ضرب مثل أي ليس البر أن تسألوا الجهال ولكن اتقوا واسألوا العلماء. فهذا