[(٥٥) - قوله تعالى:{الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}]
هذه الآية تدل على أن العمل القليل في الصلاة لا يبطلها؛ لأن عليًا رضي الله تعالى عنه تصدق بخاتمه وهو في حالة الركوع، وذلك لأنه عمل عمله في الصلاة ولم تبطل به صلاته، وقد أثنى الله تعالى عليه بذلك. وفيها أيضًا دليل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة، ويدل على ذلك أيضًا قوله تعالى:{وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون}[الروم: ٣٩]، وذلك يتضمن النفل والفرض.
(٨٧) - قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية:
اختلف في سبب نزول هذه الآية، فقيل: نزلت بسبب جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلغت منهم المواعظ وخوف الله تعالى إلى أن حرم بعضهم النساء، وبعضهم النوم بالليل، وبعضهم الطيب، وهم بعضهم بالاختصاء وبقطع المذاكير، وكان منهم علي وعثمان بن مظعون وابن مسعود والمقداد وسالم مولى بين حنيفة رضي الله تعالى عنهم. قال بعضهم: ورفضوا اللحم، وأرادوا أن يتخذوا الصوامع، فلما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال:((أما أنا فأقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآتي النساء، وأنال الطيب، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) وكان فيما يتلى: ((من رغب عن سنتك